المكتب الولائي لحركة الدعوة والتغيير يقيم المخيم الولائي العائلي الثاني

 حركة الدعوة والتغيير 
المكتب الولائي قسنطينة

المكتب الولائي لحركة الدعوة والتغيير يقيم المخيم الولائي العائلي الثاني

تحت شعار " غزة حتى لا ننسى " وفاء – ثبات – ارتباط - نظم المكتب التنفيذي الولائي ـ قسنطينة ـ المخيم الصيفي العائلي الثاني والذي حضرته 25 عائلة أي حوالي 150 فردا ما بين 16/ 07/ 2009 إلى غاية 21/07/2009 بولاية جيجل ـ بلدية العوانة ـ وقد أشرف على تأطيره قيادات ولائية ممثلة في المكتب التنفيذي الولائي وبعض إطارات الولاية ووطنية تمت فيه مجموعة من المحاضرات والأنشطة وزعت كالآتي:
الأنشطة التربوية :
1) الأخ : العربي زرمان الذي قدم محاضرة بعنوان " أساسيات لمن ينتمي إلى الدعوة " عرج فيها على تاريخ الدعوة و أهم الصفات الأساسية التي يجب أن تتوفر في رجل الدعوة .

2) الأستاذ: سالم الشريف مسؤول قسم التنظيم بالمكتب الوطني الذي تضمنت محاضرته ما يلي : بعد أن ركز على ضرورة جمع الإخوة والأخوات على فهم واحد كما فعل المرشد الأول قدس الله سره ، عمد إلى إرساء المرجعيات لحركة الدعوة والتغيير، وأرجع الإخوة إلى الهوية الحقيقية لدعوتنا ،وأوضح أن دعوتنا تعمل على تجسيد قيم ونماذج تنتج الاستمرارية " السند الدعوي " ولما جاء من يقطع هذا السند تحرك الغيورون من المؤسسين وإخوان الشيخ وتلاميذ ته لإرجاع هذا السند وتحقيق الهوية ،وأن هذا السند يستوجب علينا تجسيد القيم والمبادئ لنستحقه عن جدارة ، كما أن التجديد لا بد وأن يبنى على رؤية واضحة وتحرك شامل ودعوة صافية .
وأوضح أن التشخيص ليس عملية صعبة بل العملية الصعبة أن نخطو خطوات ونقضي على السلبية ، فنحق في حاجة ماسة إلى تعميق الفهم ـ والقراءة والمطالعة ومتابعة الأحداث أحد أدوات هذا الفهم ـ ، وأننا نحتاج إلى علاج معاصي القلوب بدل معاصي الجوارح ، فالتربية التي لا تنتج نماذج جيدة تربية فاشلة ، ولذلك نحن في دعوتنا نريد تحقيق الرجولة الصحيحة ، حتى يغلب على جماعتنا العنصر السليم ، وواجبنا الأساسي هو تأسيس العمل على رؤية صحيحة ، بتقييم شامل وتشخيص صحيح ، خاليا من جلد الذات ولا هادما لمؤسساتنا والاستفادة من الدروس السابقة .
3) الأستاذ : عبد المجيد مناصرة : نائب رئيس المكتب الوطني وكان عنوان المحاضرة " حركة الدعوة والتغيير النشأة .. والآفاق " 
بدأ محاضرته بسؤال " لماذا أنشئت حركة الدعوة والتغيير " وأجاب على السؤال بسباعية تمثلت في :
جاءت حركة الدعوة والتغيير 
أولا : حلا لأزمة تعيشها حمس تمثلت أساسا في أن هيكلها ضاق عن استيعاب منهاج الحركة ولم يعد منسجما مع المبادئ حتى ليتمثل للملاحظ أن الحركة تجمع حركتين في هيكل واحد ، لأن الأفراد لم يعد يجمعهم نفس التصور ونفس الأهداف ، والمؤتمر دلل على أنه كان بداخله حركتين ، وأصبح الخلاف في أكثر من موقع وأكثر من مستوى ولذلك جاءت حركة الدعوة والتغيير كحل للأزمة وانتهى الخلاف بتأسيسها .
ثانيا : لإعادة الإخوان إلى الإخوان : حيث وقع انحراف وأصبح بينا في المؤتمر واستبان بعد المؤتمر ( طرد القيادات بقناعات من المكتب الوطني لحمس وقبول من البقية ) ، فكل من مازال يعتقد أنه مازال على المنهج جاءت حركة الدعوة والتغيير لإعادته إلى الفكرة والمنهج و التنظيم .
ثالثا : تصحيح مسار عمل ونضال بدأه الشيخ نحناح رحمه الله ليستمر العمل ـ لوجود أخطاء وانحراف ـ بعده وعندما تأكدنا أن هذا المسار المنحرف نهايته هاوية ، ونحن نتحمل المسؤولية ـ أسسنا حركة الدعوة والتغيير ليستمر مسار الشيخ رحمه الله سليما وترتفع راية الدعوة.
رابعا : لإنقاذ تجربة أساسها سليم وثمرتها طيبة ، وقع فيها أخطاء وقدمت في كثير من الأقطار للاستفادة منها ، وقد استمرت الأخطاء أكثر ( انحرافات تطبيقية ) ، تجربة تمت بتضحيات شهداء وجهد رجال ونساء، فنجاحها في الأساس رغم انحرافها عمليا لا يعني الحكم عليها كلية بالفشل ، فجاءت حركة الدعوة والتغيير لإنقاذها .
خامسا :لحماية مشروع إسلامي تخلى عنه أصحابه إما :
- اندماجا في السلطة .
- أو تماثلا مع الآخر .
- أو عجزا وضعفا على حمله وتبنيه .
المشاركة تكون بتميز ، نلتقي مع الآخر في المشترك ونتمايز عنه في البقية ، والآن الحركة تسير تسييرا إداريا ، كما أصبحت سياسة المحافظة على المقرات بدل المحافظة على الأفراد ديدنها، - والفرد هو رأسمال الحركة الإسلامية - ، وافتقاد المشروع معناه مبرر وجوده لا معنى له ، فجاءت حركة الدعوة والتغيير لحماية هذا المشروع وتجديده .
سادسا : لإخراج الحركة الإسلامية من مأزق الديمقراطية الجزئية والمحدودة ، محدودة بسلطة لا تريد أن تتغير ،لإبقاء ما كان على ما كان ، وخيارنا هو حركة سلمية تغييرية ديمقراطية ، هدفها تعميق الجذر الاجتماعي ، وتقوية الوجود الاجتماعي مع الاستمرار في النضال السياسي ، وبمرور الوقت تتسع دوائر وعوامل النزاهة .
سابعا : استجابة لواجب المرحلة ـ ضرورة إعادة التأسيس- مع اختناق الساحة وغياب المشروع وانحراف الحركة كان ضروريا إعادة التأسيس وإعادة البناء بتعميق الأسس وتمتين العلاقات .
ثم عرج على الآفاق والتي حدد لها سباعية ثانية تمثلت في :
الأفق الأول : بناء الإنسان والاستثمار في النوعية والإخوان رصيدهم هو التربية لتسليح الفرد بجميع القيم والمبادئ.
الأفق الثاني : تطوير الحركة في اتجاه استيعاب الأدوار الجديدة وإمكانية التجديد والتعزيز مع المحافظة على الثوابت وتجديد
  وتطوير المتغيرات .
الأفق الثالث : قيادة المجتمع لأنه الآن بدون قيادة ، والحركات والأحزاب تقود في مناضلين أو بقايا مناضلين ، قيادة المجتمع لا تكون بالخطابات وإنما بالمواقف والأشخاص المؤهلون لذلك .
الأفق الرابع : رفع لواء التغيير بشكل واضح بحيث نعرف بهذه السمة وان نكون المعبرين عن راية التغيير .
الأفق الخامس : إصلاح الدولة بمعارضة الحكومة وحماية الدولة ، لأن الدولة مريضة حيث أن الفساد نخر فيها بشكل كبير .
الأفق السادس ك نصرة الأمة ونصرة قضاياها وعلى رأسها القضية المركزية .
الأفق السابع : طرح الإسلام مشاركا حتى لا نكون منعزلين بل نجعل الإسلام مشاركا لصالح الإنسانية .

الأنشطة الأخرى :
 رحلة ترفيهية إلى حديقة الحيوانات بولاية جيجل دامت يوما كاملا .
 رحلة استجمام إلى شاطئ قروفار دامت نصف يوم .
 مسابقات فكرية وثقافية أثناء السمر.
الختام:
أحيت فرقة القلم للإنشاد والمديح لولاية قسنطينة الحفل الختامي بأناشيد ووصلات جابت بأرواح الحاضرين في أجواء الكلمة الطيبة الخادمة للقضية وقد تم تنشيط الحفل من طرف الأخ عمار بوناب مسؤول قسم الطلبة الولائي ووزعت فيه جوائز رمزية على الفائزين في المسابقات الفكرية والثقافية و جوائز تشجيعية على الإخوة الذي ساهموا بتضحياتهم في إنجاح المخيم .

"جاء في الأثر أن النبي صلى الله عليه وسلم ققال
أوصيكم بالشبان خيراً فإنهم أرق أفئدة، وان الله بعثني بشيراً ونذيراً فحالفني الشبان، وخالفني الشيوخ
وإليك هذه النماذج الفريدة لتقتدي بها يا صفوان ويا أسامة
 علي بن أبي طالب (20 عاماً ) :

- قام علي بن أبي طالب بدور شديد الأهمية ، كان له عظيم الأثر في نجاح رحلة الهجرة النبوية الشريفة . شاب في مقتبل العمر و عنفوان الشباب يعرض حياته للخطر و يتقبل الموت المحقق بنفس رضية ، هذبها الإيمان و سما بها حب الله و رسوله ، فرخصت في سبيلهما الروح و الحياة .

- نام عليّ في فراش رسول الله في ليلة الهجرة ؛ إيهاماً لكفار قريش الذين تربصوا به يريدون قتله بأنه ما يزال نائماً . كانوا ينتظرون خروجه من بيته ليقتلوه ، و لكنهم كلما نظروا من باب البيت وجدوا علياً نائماً في الفراش مسجى بغطائه فيعتقدون أنه ما زال نائماً ... كان عليّ بن أبي طالب ، ذو العشرين عاماً أو أكثر قليلاً ، معرضاً لأن يكون هدفاً لتلك السيوف المشهرة .

- قام علي أيضاً بدور آخر ، و هو رد الودائع و الآمانات التي وضعها أهل مكة عند رسول الله الذي لم يجدوا من دونه أميناً يستحفظونه ودائعهم ، و كانوا يلقبونه " الصادق الأمين " .

----------------------

* الفتاة المسلمة أسماء بنت أبي بكر الصديق ( 23 عاماً ) :

- من أبرز الأدوار التي ساهمت في نجاح الهجرة و حماية رسول الله و صاحبه الصديق في طريقهما الدور الذي قامت به أسماء بنت أبي بكر ... تلك الفتاة المسلمة الشابة التي كانت تخرج بالطعام و الشراب لتمد به رسول الله و أباها الصديق طوال الأيام الثلاثة التي قضياها في غار ثور .

- و لقد كان لأسماء أيضاً موقف يدل على مدى قوتها و تحملها الآلام و المشاق فداءاً لرسول الله ، و لنشر دعوة الإسلام . ذلك أنه عندما خرج رسول الله من بين المشركين المجتمعين على باب بيته وذرّ على رؤسهم التراب ، و جاء بعد ذلك من أخبرهم بخروجه و فشلهم في الإمساك به ذهب فرعون الأمة أبو جهل عمرو بن هشام إلى بيت أبي بكر ، و سأل أسماء ابنته : أين أبوكِ ؟ فقالت لا أعلم ، و أخفت عليه النبأ ، و لم تضعف أمام طغيانه و بطشه حتى أنه ـ لعنه الله ـ عندما يئس منها لطمها على وجهها لطمة انخلع منها قرطها .

- ربما نزداد دهشة من مواقف أسماء و حباً لها و تقديراً لدورها إذا علمنا أنها قامت بكل ذلك و هي في أواخر شهور الحمل ... إذ كان ولدها عبد الله بن الزبير بن العوام هو أول مولود يولد في الإسلام ، وولد بعد الهجرة ، و كان مولده نصراً آخر للمسلمين إذ كان اليهود يتهمونهم بأنهم لن يولد لهم ولد .

----------------------

* عبد الله بن أبي بكر الصديق ( جهاز المخابرات العامة ) :

- أحد الشباب الذين ساهموا في ذلك الحدث الهام الذي كان مولداً الإسلام و انتشار نوره عبر الآفاق . كان عبد الله يقوم بدور التسمع لما يدور في مجالس قريش و نواديهم ، و ما يقولونه حول رسول الله و صاحبه وما وصلوا إليه من تطورات ...

ثم يأتي بعد ذلك إليهما في الغار ليخبرهما بما علم من ذلك . من المؤكد أن ذلك كان له عضيم الأثر في نجاح التخطيط و إحكام التدبير لتمام الهجرة على الوجه الآمن الذي يحمي رسول الله من أن يصيبه أذى أو ضر ممن يتربصون به .

----------------------

* عامر بن فهيرة ( راعي غنم أبي بكر الصديق ) :

- كان شاباً أيضاً ، و عندما نعلم دوره الذي أسهم به نعلم أنه كان عنصراً مكملاً في الحماية و التغطية للأدوار الباقية ، و تعمية مشركي قريش عما يبتغونه .

- كان عامر يخرج بغنمه و إبله للمرعى ، و بعد أن يتم له الرعي يمر في طريقه للعودة مصعداً إلى غار ثور ، حيث رسول الله و صاحبه يختفيان ؛ فيسقيهما من اللبن .

- كان يفعل ذلك بعد أن يذهب عبد الله بن أبي بكر أو أسماء إليهما ؛ لتمحو الإبل أثر السير فلا يستطيع مقتفو الأثر تتبعه . نفس الشئ كان يحدث في رحلة الرجوع عندما يخرج عبدالله أو أسماء فيمر بغمه و إبله خلف آثارهما .

----------------------

* الخلاصة :

- و ختاما ..يا صفوان ويا أسامة ، و قد رأيت ما قام به من هم في مثل عمرك .. عرضوا أنفسهم لأشد المخاطر ، للتعذيب و التنكيل و ربما الموت و القتل من مشركي قريش لو انكشف أمرهم أو علم أحد بما يفعلونه ، و لم يكن ذلك كله هو ما يؤرقهم و لا ما يخشونه ، و إنما الأمر الجلل العظيم عند انكشاف أمرهم هو تعرض حياة رسول الله للخطر ، و تعرض الدعوة الإسلامية للوأد و الفناء قبل الظهور .. كان هذا هو الهدف الذي يسعى إليه المشركون .. و كان منع هذا الهدف هو ما يعمل له شبابنا باذلين النفس و العمر و الحياة .. و الشباب .
كيف .. كيف ؟‍!!

- ربما تعجب ، كيف استطاعوا السمو بنفوسهم إلى تلك الدرجات العلى و المراتب السامية ، غير آبهين بالصعاب و العقبات .. ألا فاعلم أنه الإيمان و الإسلام .. اتبعه ، و اسلك سبيله ، و اتركه يعمل في نفسك و حياتك و يترك فيهما أثره .. واللهِ ثم واللهِ.. لتصلنَّ إلى مثل هذه الدرجة التي تهون فيها حياتك و يهون فيها الشباب و متعه و كل شئ .. كل ذلك سيرخص في عينك ، ستجده لا قيمة له فداءاً لدينك و عقيدتك .. نصرةً له و تبليغاً لدعوته و إعلاءاً لشأنه .. مهما كان الثمن .

- قال تعالى : ( إنهم فتيةٌ آمنوا بربِّهم و زدناهم هدىً ).[ الكهف:13].
فمزيدا من الإبداع وبارك الله فيكما وتقبل الله صيامكما وقيامكما      آمين
أخوكم العربي  "