أولاً: الشهيد مجد البرغوثي.. الشاهد الحيّ على جرائم الاغتيال السياسي
توطئة:
لم يعد خافياً تعاظم التنسيق الأمني بين الصهاينة وحكومة فياض اللاشرعية في رام الله، فالطرفان يتحدثان عن ذلك علانية ومن خلال وسائل الإعلام، ويثبت ذلك الممارسات على الأرض من كليهما تجاه المقاومة الفلسطينية عامة، وأبناء حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على وجه الخصوص، ويتخذ التنسيق الأمني أشكالاً متعددة، منها قيام أجهزة السلطة بملاحقة واعتقال عناصر الحركة، وتعريضهم للتَّعذيب الشديد يصل إلى أبشع الصور، وبأفتك الأساليب، هؤلاء الشهداء والمعتقلون لم يكونوا في أيدي المحتل الصهيوني، وإنما كانوا ضحية زمرة فاسدة وأجهزة صهيوأمريكية حملت أجندة خارجية، وسعت إلى تطبيقها بكل قوة؛ عصابات عاثت فساداً بأمننا وأماننا، قتلت وروَّعت وهدَّدت ودمَّرت، هدفها ضرب كلّ مقاوم ومجاهد.
وكان من بين هؤلاء الضحايا الشيخ مجد عبد العزيز البرغوثي الذي اعتقله أجهزة المخابرات الخاضعة لإمرة عباس، مدَّة تسعة أيام تعرَّض خلالها للتعذيب الشديد حتى الموت، حيث دخل المعتقل صائماً وخرج شهيداً إلى ربِّه.
وقد فتحت جريمة إعدام الشيخ مجد البرغوثي، بالتعذيب حتى الموت؛ السجل الأسود لمسلسل طويل من عمليات القتل تحت سياط التعذيب، في سجون السلطة.
الشهيد مجد البرغوثي.. مسيرة حافلة بالعطاء
مجد عبد العزيز البرغوثي، يبلغ من العمر،42 عاماً، يكنَّى بـ(أبي القسَّام)، له من الأولاد ثمانية؛ خمس بنات وثلاثة ذكور.
قضى حياته كلها داعياً إلى الله عزَّ وجل؛ فعمل إماماً لمسجد قرية "كوبر" قضاء رام الله، ومدرِّساً للقرآن الكريم فيه لأكثر من عشرين عاماً، وقد تربى على يديه عشرات الشباب من أبناء المساجد، وكان للشهيد البرغوثي تأثير في أبناء وسكان أغلب مدن وقرى الضفة الغربية، إذ عرفوا صدقه وتفانيه في الدعوة إلى الله فأحبّوه، كما عَمِل الشهيد البرغوثي معلِّماً في دار المعلِّمين برام الله.
وقد تعرَّض شهيدنا للاعتقال في سجون الكيان الصهيوني 5 مرَّات بما مجموعه 9 سنوات، كان آخرها بتاريخ 31/3/2002م. فلم يفتّ الاعتقال في همَّة الشيخ فقد ظلَّ منافحاً داعية لإظهار الحق للناس لا يخشى في ذلك إلاَّ الله سبحانه وتعالى.
وجملة القول، فمسيرة الشهيد مجد كانت حافلة بالعطاء الذي لحمته وسداه دماثة الأخلاق وحسن المعاملة وعلاقته الطيبة مع جميع أهالي بلدته، والصبر على معاناة الاعتقال والتعذيب.
حادثة الاعتقال في سجون سلطة عباس
لقد كان اعتقال الشهيد مجد البرغوثي اعتقالاً سياسياً وتوقيفاً غير قانوني؛ حيث جاء على خلفية سياسية واضحة وهي انتماؤه لحركة حماس، دونما اتِّباعٍ للإجراءات القانونية، وهذا دأب أجهزة مخابرات سلطة الحكم الذاتي في رام الله التي تؤدِّي دوراً تكاملياً مع الاحتلال في اعتقال أبناء الحركة الإسلامية، وممارسة كافة أشكال التعذيب المحرَّمة دولياً بحقِّهم؛ هذه الأجهزة الأمنية وبعد فشلها في تطبيق خطتها الدموية في غزة، انتقلت بها إلى الضفة الغربية لتصبح مسرحاً للتطبيق، حيث بات الحقد محرِّكا أساسيا لها.
ففي مساء يوم الخميس 14/2/2008م، كان الشهيد قد قضى يومه صائماً، وبعد أدائه صلاة المغرب في مسجد كوبر، خرج متجِّهاً إلى منزله حيث تنتظره عائلته على مائدة الإفطار، وفي طريقه كان زبانية جهاز المخابرات الذي يرأسه المدعو توفيق حسين الطيراوي تنتظره مانعة إياه من أن يفطر بين عائلته وأطفاله، لتأخذه إلى سجونها وأقبية التعذيب فيها، دون تهمة أو ذنب سوى أنه داعية صادح بالحق، وقد كان لأهل البلدة ومصلّي المسجد موقف رائع ينِّم عن حبِّهم للشيخ الشهيد؛ حيث حاولوا التصدي لهذه العصابة التي أرادت اقتياده إلى المجهول، لكنهم أرهبوهم بقوة السلاح، في مشهد استفزازي للمصلِّين ولأبناء بلدته، ولم تكتف هذه العصابة إلى هذا الحدِّ، بل منعوا أيَّ محاولة للاتصال معه داخل السجن.
تسعة أيَّام من التعذيب الوحشي المستمر
أُدخل شهيدنا المظلوم زنازين مخابرات السلطة، ولم يكن يعاني من أيِّ مرضٍ، فقد كان سالماً معافىً يتمتع بصحة جيِّدة كما أثبتت ذلك عائلته، وبعد تسعة أيام قضاها في عتمة الزنازين وتحت سياط الجلاَّدين؛ الذين تفنَّنوا في تعذيبه بشتى الأساليب، تارة بالشبح وأخرى بالضرب الشديد؛ حيث بدأت هذه الأيام السوداء في سجل جهاز مخابرات سلطة عباس – فياض، بابتزاز الشهيد البرغوثي بالإفراج عنه مقابل إطلاقه مواقف ضد قادة حركة حماس في قطاع غزة, عبر وسائل الإعلام, والضغط عليه وإرهابه في سبيل إجباره على فعل هذا العمل الإجرامي, ثم بعد عدة أيام من رفضه لهذا الابتزاز الرخيص، تتحوَّل الأساليب والأدوات إلى التَّرهيب المباشر, ثمَّ التَّعذيب بهدف أبعد من ذلك؛ وهو الافتراء على الحقيقة خدمةً لجهاز التعذيب, وسياسة رؤسائه التي لا تمت للوطنية والأخلاق بصلة, فالمطلوب هو الاعتراف على وزير العمل السابق "محمد البرغوثي"، الوزير في الحكومة الفلسطينية العاشرة برئاسة إسماعيل هنية، بأنَّه سعى لتشكيل "قوة تنفيذية" في الضفة الغربية, إضافة إلى فبركات متهافتة لا تعدو صورة من الادِّعاءات الكاذبة لاستعادة شيء من الهيبة المفقودة, أو لإرضاء الصهاينة والمندوب الأمني الأمريكي "كيث دايتون", أو لاتهام الطرف الآخر "حماس" بما يحلم به ويخشاه الجهاز.
الشيخ مجد البرغوثي لا تسمح له أخلاقه ولا ضميره، ولا موقعه كإمام وخطيب, ووجه نقي طاهر بين أهله وفي مجتمعه أن يكذب، فكيف بالافتراء بقضية تؤجج الفتنة، وتخدم أعداء المقاومة التي يتبناها الشيخ ويدعو لها.
فلما رأى زبانية التعذيب رباطة جأش الشيخ أمعنوا في تعذيبه والتنكيل به، فلم يتركوا وسيلة لإرهابه إلا فعلوها، فلم يتمالك جسمه الضعيف أمام بشاعة التعذيب وقساوته، فكان أن أسرعوا به إلى المستشفى، وهناك بدأت قصة أخرى..
نقله إلى المستشفى.. ومحاولة اغتيال الحقيقة
فبعد أن تدهورت الحالية الصحية للشيخ مجد البرغوثي، نقلوه على الفور إلى مستشفى "خالد" الجراحي في رام الله، وذلك يوم الأربعاء 20/2/2008م، وهو مغمى عليه من آثار التعذيب الشديد واللاَّإنساني الذي تعرَّض له داخل زنازين مخابرات سلطة "دايتون"، التِّي رفضت بقاءه في المستشفى، ومنعت المكالمات الهاتفية معه، كما ذكر ذلك أكثر من مصدر داخل المستشفى، لتنقله مرة أخرى إلى أقبيتها لتكمل مشوار تعذيب هذا الجسد الطاهر الذي رفض الرّضوخ للوعيد والتهديد والابتزاز، وتواصل التعذيب والتنكيل إلى أن انتقلت روحه إلى بارئها، وبقي جثة هامدة عانت من بشاعة التعذيب، حينها نقلوه إلى المستشفى مرَّة أخرى ليخفوا الجريمة النكراء التي اقترفوها بأيدٍ ملطخة بدماء المجاهدين والعلماء خدمة للمشروع الصهيوأمريكي، ليفبركوا بعدها أسباب الوفاة ليكملوا اغتيال الحقيقة، حيث نقلت أجهزة "عبَّاس" الأمنية جثة الشهيد الطاهرة إلى معهد "أبو ديس" الجامعي للتشريح، وللإمعان في إخفاء حقيقة اغتياله وسبب وفاته.
آخر لحظات الشيخ في المعتقل
كشف أحد المختطفين المُفرج عنهم من سجن المخابرات التابع لسلطة محمود عباس، النقاب عن أن الشيخ البرغوثي لفظ أنفاسه الأخيرة وهو معلَّق على شباك "الشبح" في قسم التحقيق داخل مقر المخابرات برام الله.
وتابع شاهد العيان قوله: "بعد ساعتين فقط من عودته من المستشفى دخل عليه مجموعة من رجال المخابرات، وقاموا بنقله إلى الشبح بالقوة رافضين الإصغاء له، وكلما تحدَّث إليهم كانوا يبادرونه بالضرب والسَّب والشَّتائم".
وقال المختطف المفرج عنه: "بعد ساعات بدأنا نسمع صرخات الشيخ، كانت صرخاته تمزق قلوبنا، كان ينادي بأعلى صوته على العساكر ليفكوا قيوده وينزلوه عن شباك الشبح، ولكن لا حياة لمن تنادي".
وتابع: "قبل ساعة من صلاة الجمعة تقريباً، بدأ صوت الشيخ يخفت شيئاً فشيئاً، حتى أننا لم نسمعه إلا بصعوبة بالغة، كان ينادي علينا جميعاً، أبناء قريته المختطفين معه، كان ينادي علينا بالاسم، حتى توقف صوته تماماً".
خبر استشهاده..
شرعت مساء يوم الجمعة 22/2/2008م، منابر بلدة كوبر في نعي الشيخ البرغوثي، وعندها سادت حالة من الغضب العام، والسخط الشديد بين أهالي بلدته، الذين يكنّون كل الاحترام لإمام مسجدهم المعروف بدماثة الأخلاق وحسن المعاملة، كما يشهد بذلك الجميع.
تداعيات استشهاد الشيخ مجد البرغوثي:
لم تكن حادثة إعدام الشيخ مجد البرغوثي جراء التعذيب الشديد الذي استهدفه عبر نحو عشرة أيام في سجون الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة عباس- فياض، هي الأولى؛ بل إنّ هذه الحادثة تُعدّ واحدة من حالات كثيرة، فلازالت الأجهزة الأمنية ذاتها تواصل عمليات التعذيب والشبح والضرب والإهانة بحق مئات المواطنين الفلسطينيين، يتم اعتقالهم بشكل يومي، بسبب انتماءاتهم السياسية، بينما يقف الرئيس العام لتلك الأجهزة موقف المتفرج على بشاعة هذه الحوادث الأليمة، ودون أن ينبس ببنت شفة.
ولكنَّ حادثة اغتيال الشيخ مجد البرغوثي من خلال التوقيت وأسلوب الاغتيال كانت القطرة التي أفاضت الكأس الذي يحمل جرائم أجهزة مخابرات السلطة بحق أبناء الشعب الفلسطيني دون جرم اقترفوه سوى انتماءاتهم السياسية الخادمة للمشروع الوطني الفلسطيني المخالف لتوجهات سلطة الحكم الذاتي.
فكان أن انبرت المؤسسات التشريعية والحقوقية والقانونية والفصائل الفلسطينية لدحض رواية مؤسسة السلطة بالحجج الدامغة والبيان الواضح، وفيما يلي أهم التقارير التي تثبت بجلاء ووضوح تعرَّض الشيخ مجد البرغوثي للتعذيب الشديد في أقبية سجون السلطة حتَّى الموت:
1- حركة حماس:
أكدت حركة حماس في بيان صدر عنها يوم الجمعة 22/2/2008م، أن "استشهاد مجد البرغوثي كان نتيجة تعرّضه لتعذيب شديد في أقبية سجون جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، التي حوّلها "الجلاّد" توفيق حسين الطيراوي إلى "مسالخ" بشرية، تُنتهك فيها إنسانية المجاهدين والمناضلين، ويخضعون فيها إلى شتى ألوان وأصناف التعذيب، بهدف ابتزازهم، والضغط عليهم، وكسر إرادتهم"، ووصفت الحركة وفاة الشيخ الشهيد "بالجريمة البشعة التي تعكس مدى بشاعة الجرائم ووسائل التحقيق المتبعة ضد أبناء حماس في سجون السلطة الفلسطينية".
وأوضح سامي أبو زهري المتحدث الرسمي باسم حركة حماس، في مؤتمر صحافي بمدينة غزة بتاريخ 22/2/2008م، أن هذه الجريمة توضح أننا أمام فريق منسجم مع الاحتلال الصهيوني في قهر أبناء شعبنا وتصفية مقاومته"، مشدداً على أن وفاة الشيخ البرغوثي تعكس طبيعة هذا "الفريق الدموي".
وأكد أبو زهري أن الشعب الفلسطيني وحركته لن تسلم باستمرار هذه الجرائم، وقال: "لقد آن الأوان لإغلاق هذه المعتقلات الصهيونية التي تدار بأيد فلسطينية"، معتبراً أن "إعلان الرئيس عباس للجنة تحقيق حول استشهاد الشيخ البرغوثي بمثابة الأضحوكة".
2- الحكومة الفلسطينية الشرعية:
أكد طاهر النونو الناطق باسم الحكومة الفلسطينية على أن استشهاد مجد البرغوثي أحد قادة حماس في سجون السلطة بالضفة الغربية يأتي ضمن الجرائم التي ترتكبها أجهزة الأمن التابعة لرئيس السلطة محمود عباس في أقبية التحقيق مع العلماء والقادة والمواطنين العاديين.
وشدَّد في تصريح صحفي مساء الجمعة 22/2/2008م، على أنَّ ذلك يأتي في إطار عمليات الابتزاز التي تمارسها هذه الفئة الانقلابية "الباغية"، التي استولت على السلطة وعطَّلت الدستور.
3- لجنة تقصي الحقائق في المجلس التشريعي الفلسطيني:
حمَّلت لجنة تحقيق فلسطينية مستقلة يوم الخميس 3/4/2008م، جهاز المخابرات العامة الفلسطيني مسؤولية وفاة القيادي في حركة حماس مجد البرغوثي؛ والذي كان معتقلا لديها أواسط شباط (فبراير) 2008م.
وقالت اللجنة في بيان تلاه النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة: "تقرر اللجنة مسؤولية السلطة الوطنية الفلسطينية عن وفاة المواطن مجد البرغوثي، وتطالب باعتباره شهيدا من شهداء الشعب الفلسطيني، وما يترتب على ذلك من تعويضات اجتماعية ومادية ومستقبلية.
وطالبت اللجنة الرئيس محمود عباس بمعاقبة كل من "أمر أو نفَّذ أو شارك أو راقب أو تستَّر على عمليات تعذيب المعتقلين وتقديمهم للقضاء". كما طالبت بضرورة اتخاذ قرار فوري بوقف وتحريم كل أشكال التعذيب الجسدي والنفسي في كافة أماكن احتجاز الموقوفين والمعتقلين، تنفيذا لأحكام القانون الأساسي، والتزاماً بالشرعية الدولية.
وأشار أعضاء اللجنة المكونة من النوَّاب د.حسن خريشة, د.مصطفى البرغوثي, بسام الصالحي, د.حنان عشراوي, قيس أبو ليلى, خالدة جرار إلى استنادهم في تحديد سبب وفاة الشيخ البرغوثي لأطباء محايدين وشهادات زملاء للبرغوثي وأقربائه.
وقالت اللجنة في تقريرها: "إن تقرير الأطباء الشرعيين المعينين من سلطة رام الله لم يكن مقنعاً"، مؤكدة "وجود دلائل على وقوع تعذيب وضرب من خلال وجود آثار على الرسغين، وآثار للكدمات على الفخذين والركبة والساقين وعلامات كدمات على الظهر".
وقالت اللجنة بأنَّ السيرة الطبية لمجد البرغوثي قبل وفاته بيومين تنفي وجود أي أعراض لأي مرض في القلب، مؤكِّدة وجود "اختلاف واضح بين التقارير الطبية حول وضع مجد الصحي في العشرين من شباط (فبراير) الماضي، وبين ما ذكره تقرير الطبيب الشرعي بوجود حالة مرضية في القلب".
4- حركة الجهاد الإسلامي:
قال مصدر قيادي بارز في حركة الجهاد في تصريح صحفي له: "إنَّ عمليات الاعتقال على خلفية الانتماء السياسي متواصلة في صفوف عناصر الفصائل الإسلامية، ولا مبرر لها في ظل تواصل الحملات الصهيونية بحق أبناء شعبنا في الضفة والقطاع".
وتقدم المصدر القيادي في حركة الجهاد بالضفة المحتلة، إلى ذوي الشهيد "مجد البرغوثي" الذي استشهد في سجون السلطة الفلسطينية، بالتعازي الحارة. وقال: "في الوقت الذي يقبع فيه أسرانا في سجون القهر الصهيونية ويرتقون شهداء إثر التعذيب، تواصل السلطة الفلسطينية في مقراتها الأمنية جلد أبناء شعبها بذات الطريق التي يستخدمها الاحتلال"، مطالباً مراكز حقوق الإنسان لفتح تحقيق محايد في حالة استشهاد المجاهد "مجد البرغوثي"، والعمل على وقف الاعتقال السياسي، وذلك بالتدخل لدى السلطة الفلسطينية، وتنظيم فعاليات لوقف سياسة الاعتقال على خلفية الانتماء السياسي.
5- وزارة شؤون الأسرى في الحكومة الشرعية:
حمَّلت وزارة شؤون الأسرى جهاز المخابرات برئاسة المدعو توفيق الطيراوي، المسؤولية الكاملة عن استشهاد مجد البرغوثي. وقال الدكتور عاطف عدوان القائم بأعمال وزير الأسرى في بيان له: إنَّ "أجهزة عباس تمارس دوراً تكاملياً مع سلطات الاحتلال في اعتقال أبناء الحركة الإسلامية، وممارسة كافة أشكال التعذيب المحرمة دولياً بحقهم".
وأوضح عدوان أنَّ البرغوثي لم يكن يعاني من أيِّ أمراض قبل الاعتقال؛ حيث تدهورت حالته الصحية قبل ثلاثة أيام فقط إثر التعذيب الشديد، مشيراً إلى أنَّ أجهزة عباس تحاول عبر الاعتقالات القضاء على جذوة المقاومة تساوقاً مع مخططات الاحتلال، داعياً أهالي الضفة إلى ضرورة التصدي لمحاولات الاعتقال التي تقوم بها أجهزة "عباس" للمقاومين، كما دعا أبناء الأجهزة الأمنية الشرفاء إلى التمرد على قرارات حكومة فيَّاض اللاَّشرعية.
6- مؤسسات ومراكز حقوقية:
أدانت منظمتان حقوقيتان إعدام الشيخ الإمام مجد البرغوثي بالتعذيب حتى الموت داخل أحد سجون المخابرات في رام الله، وذلك يوم الجمعة 22/2/2008م، وأكدتا امتلاكهما قرائن وإثباتات تشير لتعرضه للتعذيب وامتهان الكرامة.
واتهمت إحدى المنظمتين النائب العام في رام الله بالتقصير في أداء واجباته وطالبت بمساءلته عن ذلك؛ حيث عبَّرت مؤسسة "الحق" الحقوقية عن أسفها لوفاة الإمام مجد عبد العزيز البرغوثي خلال احتجازه لدى جهاز المخابرات العامة، وأكدت المؤسسة في بيان صدر عنها بتاريخ 24/2/2008م، حصولها على معطيات ومعلومات أولية موثقة من بعض المحتجزين لهذا الجهاز، خلال تحقيق مؤسسة "الحق" الميداني في ظروف وملابسات الوفاة، تفيد بوجود قرينة قانونية أولية على إخضاع أفراد المخابرات العامة لبعض المحتجزين لدى هذا الجهاز للمعاملة اللاإنسانية والحاطَّة بالكرامة.
كما أكد مركز "الميزان" لحقوق الإنسان في بيان له صادر يوم الأحد 24/2/2008م، أن وفاة البرغوثي في مركز توقيف يتبع جهاز المخابرات العامة تعتبر وفاة مشتبه فيها، تستوجب التحقيق الفوري من قبل النائب العام.
وأضاف البيان "على الرغم من أن تقرير الطبيب الشرعي، الذي قام بتشريح الجثة، أكد على أنَّ سبب الوفاة اعتلال في عضلة القلب إلا أنَّ التقرير يشير إلى آثار علامات على رسغيه وآثار كدمات على فخديه، وهذا يدعو للاعتقاد بأن التعذيب قد مورس بحق المتوفى، مما يستوجب إجراء تحقيق شامل في ظروف الوفاة، وحالته الصحية، وأسباب ومكان الاحتجاز، وإجراءات التحقيق ووسائلها"، وأشار المركز إلى أنَّ اعتقال البرغوثي مساء يوم الخميس 14/2/2008م، "جاء على خلفية سياسية"، دونما إتباع للإجراءات القانونية.