بسم الله الرحمن الرحيم
مقترح لخطبة جمعة
13 من شوال 1430 هـ، الموافق 2 أكتوبر 2009
إلى كل الإخوة الأئمة في ربوع الوطن بل العالم فلتكن خطبنا نحن اللأئمة على المنابر هذه الجمعة حول "الأقصى في خطر لبيك يا أقصي " وإليك مقترح خطبة ووفق اله الجميه لنصرة قضيتنا المركزية وفك الله حصار غزة العزة .
العنوان
الأقصى في خطر لبيك يا أقصي
أخي الخطيب هذا مقترح خطبة جمعة يمكنك أن تختار منها ما تراه مناسبا لمسجدكم.
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن ما يتعرض له المسجد الأقصى من محاولات صهيونية آثمة لإحراقه وتدميره وطمس معالم مدينة القدس، وتهويدها وتشريد أهلها،
يوجب علي كل مسلم أبي بل علي كل إنسان حر كريم، أن يتحرك لإحقاق الحق وإبطال الباطل، والدفاع عن الأقصى والقدس وفلسطين.
وهذه بالنسبة لنا قضية إنسانية عادلة يظهر فيها بوضوح الظلم والاستبداد وقتل الأنفس وإزهاق الأرواح وتدمير كل مقومات الحياة، وليس ما حدث في غزة مؤخرا عنا ببعيد.
وهي قضية إسلامية لا تبرأ ذمة المسلمين أمام الله تعالي إلا بنصرة إخوانهم في فلسطين والعمل بكافة الوسائل والسبل لاسترداد الأقصى والقدس وفلسطين كلها.
وفي هذه الأيام تمر علينا ذكر أليمة وهي ذكري حريق المسجد الأقصى صبيحة يوم الخميس 21/8/1969م حيث حاول اليهود إحراق المسجد الأقصى لبناء هيكلهم المزعوم، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يسعي اليهود سعيا حثيثا لتدمير المسجد الأقصى وتهويد القدس وطمس كل معالم الإسلام والعروبة في القدس وفلسطين.
من هنا وجب علينا أن تكون لنا وقفة لنصرة الأقصى، نتعرف فيها علي قضية المسجد الأقصى والقدس وما يحاك لمسجدنا ونحدد الدور الإنساني والإسلامي الذي يجب أن نقوم به وذلك كما يلي:
أولا: منزلة المسجد الأقصى ومكانته:
للمسجد الأقصى مكانة عظيمة في الإسلام ومنزلة سامية عند المسلمين لأنه:
• مسري رسول الله صلي الله عليه وسلم قال تعالى: { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الإسراء/1).
فالله سبحانه وتعالي أسري برسوله من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى وفيه صلي رسول الله صلي لله عليه وسلم إماما بالأنبياء وانتقلت وراثة النبوة ولواء الرسالة من الأنبياء إلي محمد خاتم الرسل والأنبياء وكان ذلك في المسجد الأقصى.
• الأقصى هو القبلة الأولى للمسلمين: فلقد صلي رسول الله صلي الله عليه وسلم بالمسلمين وهو في المدينة ستة عشر أو سبعة عشر شهر حتى نزل الأمر من الله تعالي بالتوجه للمسجد الحرام قال الله تعالي {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} [البقرة: 144].
• الصلاة فيه تعدل خمسمائة صلاة فيما سواه: قال صلى الله عليه وسلم: «الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة والصلاة في مسجدي بألف صلاة، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة» (حديث حسن رواه الطبراني).
• أحد المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها: للحديث الذي رواه البخاري ومسلم وابن ماجة وأبو داود، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى».
ثانيا: الأقصي في ظلال المسلمين
• كانت رحلة الإسراء والمعراج وصلاة رسول الله صلي الله عليه وسلم بالمسجد إماما بالأنبياء إعلانا بانتقال إمامة البشرية إلي محمد صلي الله عليه وسلم وأمته من بعده وأن المسجد الأقصى، هو مسجد المسلمين الذي توجهوا إليه في قبلتهم الأولي، وأسري برسول الله منه.
• قام الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالسفر إلى فلسطين عندما اشترط أهلها أن يتسلم مفاتيحها أمير المؤمنين بنفسه وكان لهم ما أرادوا، وهذه هي المدينة الوحيدة في عهد الراشدين التي تولى خليفة بنفسه تسلم مفاتيحها، فلم يذهب عمر رضي الله عنه لفتح المدائن عاصمة الفرس، ولا لبصري بالشام عاصمة الروم، وإنما ذهب ليتسلم مفاتيح بيت المقدس والمسجد الأقصى لما لهم من منزلة ومكانة.
• وقام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بكتابة العهدة العمرية التي أمن فيها النصارى على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها.
• فكان الفتح العُمَري لبيت المَقدس سنة 15هـ 636م، عندما دَخَلَها الخليفة عمر بن الخطاب سلمًا، وأعطى لأهلها الأمان من خلال وثيقته التي عُرِفَتْ بالعهدة العُمَريَّة، وقد جاءت هذه الوثيقة لتمثّل الارتباط السياسي وحق الشَّرعيَّة الإسلاميَّة بالقدس وبفِلَسطين. وبعد تسلمه مفاتيح مدينة القُدس من بطريرك الروم صفرنيوس، سار الفاروق عمر إلى منطقة الحرم الشريف التي كانت خرابًا تامًّا في ذلك الوقت، وزار موقع الصخرة المشرفة وأمر بتنظيفها كما أمر بإقامة مسجدٍ في الجهة الجنوبية منَ الحَرَم الشريف، ثم عمد إلى تنظيم شؤون المدينة فأنشأ الدَّواوين، ونَظَّم البريد، وعَيَّن العيون، وأقام يزيد بن أبي سفيان واليًا، وعيَّن عبادة بن الصامت قاضيًا فيها وعلى جند فلسطين.
• ونزل بها كثير من الصحابة والتابعين والعلماء لما لها من فضل وبركة.
• الأُمَوِيُّون وتَأَلُّق عمارة الأقصى: وكما كان للخليفة عمر بن الخطاب والخلفاء الراشدين من بعده الفضل في فتح بيت المقدس والمسجد الأقصى فعليًّا، وإدخالهما دار الإسلام والمسلمين، كان للخلفاء الأمويين الفضل في تشكيل الوجه الحضاري الإسلامي من خلال تعمير منطقة المسجد الأقصى المبارك تعميرًا يتلاءَم مع عظمة واستقرار ورخاء الدولة الإسلامية الفتيَّة، حيث نفذ مشروع التعمير هذا في عهدي الخليفة عبد الملك بن مروان وابنه الخليفة الوليد، الذي اشتمل على بناء قبة الصخرة المشرفة وقبة السلسلة في عهد الخليفة عبد الملك، وبناء المسجد الأقصى ودار الإمارة والأبواب ومعالم أخرى عديدة - اندثرت جراء الهزَّات الأرضيَّة العنيفة التي حدثت في بيت المقدس وفِلَسطين - في عهد الخليفة الوليد.
• كما جاء في "تاريخ ابن الأثير" أنَّ الخلفاء العباسيينَ حافظوا قدر استطاعتهم على عمارة المسجد الأقصى المبارك؛ ولكن دون تغيير ملموس في ذلكَ الطَّابَع المعماري الذي اختطَّه ونفذه الأمويون، فقد قاموا بترميمات عديدة وبخاصَّة مشروع ترميم قبة الصخرة في عهد الخليفة العباسي المأمون، وكذلك مشروع ترميم المسجد الأقصى الذي تَمَّ في عهد الخليفة العباسي المهدي.
• الأيوبيون يستعيدون المسجد الأقصى:عاد الطَّابَع المعماري للمسجد الأقصى المبارَك في الفترة الأيوبية بعد تحريره وتطهيره من الصليبيينَ الذين عَبِثوا به وغَيَّروا بعض ملامحه، فقد آلى القائد المُلهَم صلاح الدين الأيوبي على نفسه ألا يبتسم حتى يحرر بيت المقدس من سيطرة الصَّليبيين، وكان له ما أراد في عام 583 هـ (4 يوليو 1187م)، وتَمَّ فتح بيت المقدس في 27 رجب من عام 573هـ (2 أكتوبر 1187م) بعد استعمار صليبي دام 88 عامًا؛ حيث قام الأيوبيون بإرجاعه إلى ما كان عليه قبل الغزو الصليبي وإصلاحه وتعميره وإضافة بعض المنشآت إليه، وبذلك كانت النقلة الأولى في نموه وتطوّره المعماري.
• وقد ساهَمَ المماليك مُساهَمَة فَعَّالة وقويَّة في إبراز الطَّابَع المِعْماري الإسلامي للمسجد الأقصى المبارك، حيث على أيديهم كانت النَّقلة الثانية في نموه وتطوره المعماري، والتي جاءت متممة لما اختطه ونفذه الأمويون، وبها اكتملت صورة الحرم الشريف المعمارية التي تعكس إسلامية المسجد الأقصى المبارك عبر العصور، حيث قاموا بإنشاء أروقة الحرم الشريف والمدارس الدينية التي اكتنفته، ومآذنه وأبوابه، كما قاموا بتعمير القباب والأسبلة والمساطب والمحاريب المنتشرة اليوم في ساحة الحرم الشريف.
ثالثا: مكايد اليهود وأطماعهم في القدس والأقصي
في القرن الماضي بلغ ضعف المسلمين وتفرقهم مداه بسقوط دولة الخلافة العثمانية، في الوقت الذي تشكلت فيه المؤسسة الصهيونية الحديثة، وأخذت تطالب بعودة اليهود إلى الأرض المقدسة لإحياء النبوءات التوراتية المحرفة، وتآزرت في سبيل تحقيق هذا الهدف الخبيث الصهيونية النصرانية مع الصهيونية اليهودية، ورفع الخلاف الديني التاريخي بين اليهود النصارى إلى أجل غير مسمى لمواجهة المسلمين، وانتزاع الأرض المقدسة منهم، وتم لهم ذلك؛ إذ دخلت جحافل المستعمرين بلاد الشام، وأخضعت الأرض المقدسة لانتدابها،
ودخلت جيوش الإنجليز الأرض الطاهرة المقدسة،والمسجد الأقصى لا يزال تحت حكم المسلمين، وأشعلت الحروب تلو الحروب على هذا المسجد المبارك حتى كانت النكسة التي هزمت فيها جيوش العرب فدخل المسجد الأقصى تحت حكم الصهاينة وسيطرتهم لأول مرة في تاريخ المسلمين،
وفرح اليهود بذلك أشد الفرح، وهتفوا بثارات خيبر، ونادوا باستعادة يثرب، وأنشدوا نشيدا مزق أكباد أصحاب الغيرة والنخوة من المسلمين؛ إذ كانوا يرتجزون قائلين: (محمد مات وخلف بنات) يرددونها بالعربية والعبرية. ولكن بقي المسلمون المقادسة محافظين على المسجد الأقصى رغم خضوعه لحكم اليهود وسلطانهم، يفدونه بأرواحهم، ويتناوبون على حراسته وحمايته، ويرممون ما تلف من أجزائه،
ولا تزال أعين الصهاينة على هدم المسجد المبارك، وبناء هيكلهم مكانه، ولكنهم يجسون نبض المسلمين في ذلك، ويحاولون إماتة شعورهم تجاه المسجد المبارك، بأعمال الحفر والهدم لحرمه وشوارعه وجسوره، وتسليط متعصبيهم على الاعتداء بالحرق والهدم والتفجير لبعض أجزائه؛ رجاء أن يسقط من جراء ذلك، ولكن الله تعالى حفظه.
وعقب ذلك بسنتين أقدم السائح اليهودي مايكل دينيس على إحراق منبر صلاح الدين وأجزاء كبيرة من المسجد، وتباطأ المحتلون في إخماد النيران، وأعاقوا جهود المقادسة المسلمين الذين هبوا لإخمادها فتضرر المسجد بذلك.
أما مخططات نسف المسجد الأقصى فهي أكثر من أن تحصر، والمنظمات الصهيونية التي أنشئت لهدم المسجد وبناء الهيكل تزيد على عشرين منظمة، والمحاولات الفردية والجماعية العدوانية على المسجد باحتلاله أو حرقه أو تفجيره أو إرهاب المصلين فيه تعد بمئات المحاولات، وما عمليات الهدم في حرم المسجد وشوارعه إلا واحدة من تلك المحاولات الكثيرة، التي لم يملَّ اليهود من تكرارها، وهم مصرون على النجاح في واحدة منها.
رابعا: الأقصى في خطر
في عام 1967م أعلنت "إسرائيل" ضم مدينة "القدس الشرقية" إلى "القدس الغربية"، واعتبرتها مدينة موحدة وكان ذلك في 28/6/1967م.
وفي 5/8/1980م أعلنت "إسرائيل" أيضاً "أن القدس الموحدة هي عاصمتها الأبدية". وأخذت بالعمل على تهويد "القدس الشرقية" ببطء وهدوء.
تمثل ذلك بالآتي:
1. تنفيذ جريمة حرق المسجد الأقصى المبارك صبيحة يوم الخميس 21/8/1969م.
2. القيام بالحفريات المستمرة وشق الأنفاق تحت ساحات المسجد الأقصى وتحت جدرانه وفي المناطق المحيطة بهدف البحث عن هيكل سليمان المزعوم، مما يكون سببا في تعريضه للهدم والخطر.
3. زرع المدينة المقدسة والقرى والمدن المحيطة بها بالمستوطنات، والاستيلاء على مساحات كبيرة من الأرض الفلسطينية بشكل عام ومن أرض القدس بشكل خاص، وهدم الكثير من البيوت العربية بحجة عدم الترخيص، وفي نفس الوقت الامتناع عن إصدار تراخيص للبناء للسكان العرب وتسهيل ذلك لليهود.
4. تنفيذ المجازر الجماعية في المدينة المقدسة مثل ما حدث في المسجد الأقصى وقبة الصخرة والحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل وفي أماكن أخرى من فلسطين.
5. محاولة العمل وبشكل مستمر على طرد السكان الأصليين من القدس حتى تبقى الأغلبية من السكان لهم. تمثل ذلك بسحب هويات المقدسيين، وفرض الضرائب الخيالية عليهم، وحرمانهم من الكثير من الخدمات الاجتماعية.
6. إحاطة المدينة المقدسة بشكل خاص والأراضي الفلسطينية بشكل عام بجدار الفصل العنصري، والذي حول بدوره الأراضي الفلسطينية إلى كنتونات بل إلى سجون مغلقة، كما تسبب بعزل القدس عن باقي المدن والقرى الفلسطينية.
7. منع العرب من الوصول إلى القدس وحرمانهم من الصلاة في المسجد الأقصى المبارك.
8. فرض قيود مشددة على دخول المقدسيين المسجد الأقصى، وذلك بتحديد أعمار محددة لمن تسمح لهم بدخوله، وبخاصة أيام الجمع مما يضطر الكثير من هؤلاء الشباب إلى تأدية صلاة الجمعة في الشوارع.
9. العمل على إغلاق الكثير من المؤسسات العربية والإسلامية في المدينة المقدسة وعلى رأسها مؤسسات أكاديمية واجتماعية وثقافية.
10. العمل على تنفيذ – وبشكل متسارع – مخطط "القدس الكبرى" من خلال توسيع مساحتها على حساب الأرض العربية. الأمر الذي يكشف بكل وضوح عن الخطر الشديد الذي يتهدد المدينة المقدسة، وإن هذا الخطر يتفاقم ويزداد يوماً بعد يوم.
11. تنفيذ عمليات قتل واغتيال واعتقال الكثير من شباب بيت المقدس والمدن والقرى الفلسطينية، مما يؤدي إلى نشر حالة من الرعب والخوف بين السكان.
12. العمل على نشر الأمور التي من شأنها إفساد الشباب كالمخدرات وغيرها
المخطط الجديد المعد لبناء الهيكل المزعوم:
نشرت صحيفة هآرتس "الإسرائيلية" خبراً مفاده: "إن جمعية يهودية تدعى جمعية أمناء الهيكل أعدت مخططاً جديداً لبناء الهيكل الثالث المزعوم"، وقالت صحيفة هآرتس: "إنه في سنة 1987م أقام د. داموس أورقان جمعية ( بناة الهيكل ) وهي جمعية مقربة من حزب الليكود، هذه الجمعية تعتقد أنه ليس من الواقعية في الظروف الحالية بناء الهيكل على حساب المسجد الأقصى، ولذلك قاموا بإعداد مخطط جديد لبناء الهيكل يختلف عن المخطط الذي أعدته المنظمة المدعوة (بمنظمة أمناء جبل الهيكل) والتي تؤمن بإزالة المسجد الأقصى وبناء الهيكل الثالث فوقه".
وقالت صحيفة هآرتس: إن المخطط الذي تعرضه جمعية بناة الهيكل يتلخص ببناء منصة/سقف واسع يبنى على أرض ساحة البراق (فوق حارة المغاربة التي هدمتها بعد الاحتلال "الإسرائيلي" عام 1967م) يرتكز على عشرة أعمدة مرتفعة رمزاً للوصايا العشر، وفوق هذه المنصة العالية يبنى الهيكل الثالث المزعوم، وأضافت هآرتس: ولكي يأخذ الهيكل المذكور قدسية، فإن معدي المخطط الجديد يريدون حفر نفق يمتد من وسط المنصة المذكورة إلى داخل الحرم القدسي قريباً من قبة الصخرة، وبواسطة هذا النفق تأتي القدسية من داخل الحرم إلى الهيكل المذكور – على حد زعمه.
وعلقت مؤسسة الأقصى على هذا المخطط الجديد بالقول: إن المخطط الجديد/القديم وأمثاله إنما يؤكد للقاصي والداني أن هناك إجماعاً قومياً "إسرائيليا" حول ما يدعى (بالهيكل الثالث) مما يدل دلالة واضحة على أن المسجد الأقصى يتهدده الخطر اليومي من قبل مجموعات يهودية قد تقوم بالاعتداء عليه لتحقيق هوسهم ببناء الهيكل الثالث المزعوم الذي باتوا يظهرونه يوماً بعد يوم، في ظل دعم رسمي من المؤسسة "الإسرائيلية" مما يوجب علينا التنبه والاستيقاظ لهذه المخططات التي تهدد بشكل كبير مستقبل المسجد الأقصى المبارك.
وطالبت مؤسسة الأقصى في بيان لها إلى المؤسسات الفلسطينية والعربية والإسلامية الفاعلة والعالمة بأحوال المسجد الأقصى مطالبة بالقيام بحملات توعية إعلامية لما يحاك ضد المسجد الأقصى، وتقديم الشروح اللازمة، والتبيان بشكل واضح واجب الأمة تجاه المسجد الأقصى في ظل تصاعد الأخطار المحدقة به(20).
وتشير بعض الكتابات الصهيونية إلى أنه تجري تحضيرات لعمل زلزال اصطناعي في مكان قريب من المسجد الأقصى المبارك، إضافة إلى التقويض المستمر للأساسات من خلال الأنفاق تحته، يتهدم المسجد الأقصى، وهنا من السهل أن يزعم "الإسرائيليون" بأن المسجد الأقصى تهدم بفعل قوى طبيعية،
والملاحظ والمشاهد الآن عملية الهدم الجارية حالياً لأحد أسوار المسجد الأقصى المبارك قرب باب المغاربة.
خامسا: دورنا أفرادا ومؤسسات في حماية المسجد الأقصي والدفاع عنه
كيف تبرا ذمتنا أمام الله تعالي: إن الأقصى المبارك يمرّ بأخطر اللحظات خلال هذه الحقبة الأخيرة من تاريخه، فالاستكبار اليهودي قد بلغ أوجه، فالقتل، والتشريد، وهدم المنازل، والحصار الاقتصادي الرهيب، وقد بيّت الخطر الصهيوني أمره، وحدد هدفه، وأحكم خطته لهدم الأقصى المبارك، وبناء الهيكل على أنقاضه، ولم يجد من أمة الإسلام على امتدادها واتساعها من يصده ويرده.
لقد حثّ النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين على التواصل المستمر بينهم وبين بيت المقدس، وذلك بإتيانه ومسجده الأقصى، وإكرامه بالصلاة فيه، أو بإرسال الزيت للإسراج في قناديله وإضاءتها، وهذا من المبشرات بأن القدس سيفتحها الإسلام وستكون للمسلمين، وقد كان؛ ففتحت القدس في العام الخامس عشر للهجرة.
روى الإمام أبو داود في سننه بسنده عَنْ مَيْمُونَةَ مَوْلَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ ؟ فَقَالَ: "ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ". وَكَانَتْ الْبِلَادُ إِذْ ذَاكَ حَرْبًا، "فَإِنْ لَمْ تَأْتُوهُ وَتُصَلُّوا فِيهِ، فَابْعَثُوا بِزَيْتٍ يُسْرَجُ فِي قَنَادِيلِهِ". وإن الواجب على المسلمين اليوم أن يهبوا لإنقاذ مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذود عن المسجد الأقصى، والدفاع عنه بكافة الوسائل، بعد أن دنسه المحتلون؛ وهذا واجب عقدي وديني، لأن الأقصى جزء من ديننا، جزء من عقيدتنا، جزء من آي القرآن الكريم
1. دور الفرد وهولا يقل أهمية عن الدور الجماعي، من خلال استحضار النية الصادقة في نصرة المسجد الأقصى، والدعاء يومياً للمسجد الأقصى المبارك بالنصرة، ونشر أخباره والمشاركة في البرامج عبر الإذاعة والتلفاز ومنتديات الإنترنت، وحضور المناسبات والأنشطة، وأن يحاول قدر الإمكان بالدعم المالي في تأكيد الهوية الإسلامية للمسجد الأقصى من وضع حصالة منزلية بإسم " حصالة الأقصى "، أو حصالة خاصة للأطفال بإسم صندوق طفل الأقصى، أو تخصيص صدقة مالية في يوم لدعم القدس والأقصى.
2. دور الأسرة، من خلال مدارسة تاريخ وقضية المسجد الأقصى المبارك،، وإخراج مصروف الأسرة لمدة يوم واحد، تضامناً مع المسجد الأقصى المبارك،، وتذكير الأطفال بفضل المسجد الأقصى المبارك من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، أو إنشاء مكتبة صغيرة تشمل كتيبات ونشرات وأشرطة، تتضمن موضوعات عن المسجد الأقصى المبارك.
3. دور الإعلاميين والصحفيين والمثقفين في كتابة المقالات في الصحف، ودعم المقالات والتقارير الصحفية بالصور والأدلة التي توضح حجم معاناة المسجد الأقصى المبارك، والتصدي للإعلام الصهيوني، والرد على شبهاته وأباطيله حول المسجد الأقصى المبارك، وعقد الندوات والمحاضرات والمؤتمرات بخصوص المسجد الأقصى المبارك، وإنشاء جائزة ومسابقة سنوية في تاريخ وإسلامية المسجد الأقصى المبارك.
4. واجب الأئمة والخطباء والدعاة في إحياء الحديث عن المسجد الأقصى المبارك، وإنشاء ركن خاص بالمسجد الأقصى في مكتبة المسجد، وصندوق التبرعات، ومكتبة صوتية، وتعليق صورة للمسجد الأقصى، وحض المصلين على الصيام والقيام والدعاء للمسجد الأقصى المبارك.
5. دور الإخوة مستخدمي الإنترنت، في توظيف استخدام قنوات المحادثة والدردشة والحوار المباشر وقنوات المحادثة غير المباشرة، من خلال ساحات الحوار والمنتديات، للحديث عن المسجد الأقصى المبارك. وإنشاء مواقع عديدة متخصصة للتعريف بالمسجد الأقصى وأخباره، مع حركة واسعة على البريد الإلكتروني.
6. دور الجمعيات والأندية في إقامة مهرجانات باسم الأقصى، وعمل معارض ومسرحيات يكفل ريعها للأقصى المبارك، وتخصيص ركن لنصرة الأقصى، وعرض دائم في المكتبات ولدى التسجيلات.
7. التعاون مع كافة المؤسسات والهيئات التي تساند القضية الفلسطينية من منطلق إنساني عادل، ومشاركتها في فعاليتها وأنشطتها.
سادسا: مجالات العمل للدفاع عن الأقصى:
ينبغي علي المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن يتحركوا للدفاع عن القدس وفلسطين في شتي الميادين وفي كافة الاتجاهات لأن الأقصى في خطر، وأهم هذه الميادين:
الجانب الإنساني: بتعريف العالم بأسره بأن قضية القدس والأقصى وفلسطين إنما هي بالمقام الأول قضية إنسانية يجب أن يدافع عنها كل الذين يدافعون عن حقوق الإنسان ويتضامنون مع العدالة ويقفون ضد الظلم والاستكبار والطغيان الصهيوني والتواطؤ الدولي.
الجانب الاقتصادي: أ ـ دعوة الدول العربية والإسلامية لوضع ميزانية موحدة وكافية – وعلى المدى الطويل – لدعم صمود سكان القدس خاصة وترميم الأماكن المقدسة
ب ـ المقاطعة الاقتصادية من المسلمين لكل من يدعم الكيان الغاصب.
ج ـالتبرع للقدس والأقصى واجب علي كل مسلم.
الجانب السياسي: أ ـ اعتصام العرب والمسلمين بحبل الله جميعاً وتعاونهم على البر والتقوى
ب ـ تضامن العرب من مسلمين ومسيحيين في اتخاذ موقف موحد أمام الغطرسة "الإسرائيلية
ج ـ توجيه السفارات العربية والإسلامية إلى الاهتمام بقضية القدس واعتبارها أحد محاور نشاطها الدبلوماسي في الدول المضيفة لها.
د ـ الدعوة للوحدة والاتفاق بين الفصائل الفلسطينية علي أساس التمسك بالحقوق والثوابت الفلسطينية.
الجانب الاجتماعي ويتم بالتواصل مع الأسر المقدسية والمرابطين وحراس المسجد الأقصى والعمل بقدر المستطاع للتخفيف عنهم ومعاونتهم ماديا ومعنويا.
الجانب الإعلامي: أ ـ توضيح مكانة القدس والأقصى وما يتعرض له من مؤامرات من قبل المخطط الصهيوني بشكل خاص وما تتعرض له الأرض الفلسطينية بشكل عام
ب ـ تخصيص مساحة كافية على الفضائيات العربية والإسلامية للحديث عن أهمية القدس ومكانتها، وبجميع اللغات العالمية الحية موجهة للرأي العام العالمي للإسهام في صياغة وتشكيل وجدان وعقل العامة والخاصة
ج ـ تفعيل التعامل مع شبكات الإنترنت للتصدي للهجمة الصهيونية حول الحقوق العربية والإسلامية في القدس وفي فلسطين
الجانب العلمي الأكاديمي:
أ ـ تشكيل لجان أصدقاء القدس في جميع المؤسسات الأكاديمية والتعليمية على مستوى العالم العربي والإسلامي
ب ـ دعوة الجامعات والمدارس العربية والإسلامية لتدريس مقدسات بيت المقدس، وتشجيع الدراسة والبحث عن القدس، وإعداد مسابقات في هذا الشأن ورصد جوائز تشجيعية لها.
ج ـ التعاون مع كافة المؤسسات والهيئات الأكاديمية الموضوعية لدراسة تاريخ وحاضر الأقصى والقدس، وتشجيع البحث والدراسة في ذلك.
د ـ العمل علي إيجاد خطة إستراتيجية شاملة لمواجهة الصهيونية، وعدم التعامل مع الأحداث بردود أفعال، أو استجابة لظروف معينة، أو استثمار لفرص محدودة، تنتهي بانتهاء أسبابها ودواعيها.
الدعم الإيماني: والمقصود به الدعاء لله تعالي خاصة في هذا الشهر الكريم وتحري أوقات الإجابة لنصرة الأقص والقدس وفلسطين. قال اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ}. فَأَمَدَّهُ اللَّهُ بِالْمَلَائِكَةِ"
سابعا: ألا إن نصر الله قريب
فالشام أرض رباط إلى يوم القيامة، الرباط مستمر.فلقد روي عن معاذ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معاذ إن الله عز وجل سيفتح عليكم الشام من بعدي من العريش إلى الفرات، رجالهم ونساؤهم وإماؤهم مرابطون إلى يوم القيامة، فمن اختار منكم ساحلاً من سواحل الشام أو بيت المقدس فهو في جهاد إلى يوم القيامة".
وقد أعلم الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بأن هذه الأرض المقدسة سيحتلها الأعداء، أو يهددونها بالغزو والاحتلال، ولهذا حرض أمته على الرباط فيها، والجهاد للدفاع عنها حتى لا تسقط في أيدي الأعداء، ولتحريرها إذا قدر لها أن تسقط في أيديهم. كما أخبر عليه الصلاة والسلام بالمعركة المرتقبة بين المسلمين واليهود، وأن النصر في النهاية سيكون للمسلمين عليهم، وأن كل شيء يكون في صف المسلمين حتى الحجر والشجر، وأن كلاً منهما سينطق دالاً على أعدائهم، سواء كان نطقاً بلسان الحال أم بلسان المقال. روى الإمام مسلم في صحيحه بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ".
وروى الإمام أحمد في مسنده عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ، لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: "بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِس".
فنحن مطالبون ببذل الوسع والجهد لنصرة الأقصى وبيت المقدس وفلسطين ولنوقن تماما أن وعد الله آت ونصر الله قريب قال الله تعالي{ أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتي يقول الرسول والذين آمنوا معه متي نصر الله ألا إن نصر الله قريب} (البقرة 214)