كلمات للأستاذ محمد البنا
المــاضــــي ..
يالها من كلمه كبيرة ، فبالرغم من انها تتكون من 6 احرف فقط إلا انها تحمل فى طياتها الكثير والكثير من المعانى والاحداث والمواقف المختلفه التى تعرضنا لها خلال حياتنا .
فمن منا لم يعش ذكريات جميله في الماضي ومن منا لم يعاني من بعض الآلام في ماضيه ومازال يتذكرها.
فكثيراً منا يعتبر الماضي هو جزء من حياته وحاضرة ومستقبله ايضاً.
وبالرغم من اهميه الماضى فى حياتنا إلا اننى ارى ان الاهتمام الزائد به لا يأتى ابداً بخير ، فالماضى مضى ولن يعود مره اخرى وسواء كان يحمل بداخله آلاماً واياماً صعبه او يحمل اياماً سعيده وانتصارات إلا انه ولى ولن يعود مره اخرى .
وما من أمه عاشت على الماضى إلا وتأخرت وتخلفت وظلت واقفه فى مكانها بلا حراك وهذا بالفعل مانراه فى واقعنا الان فهناك الكثير والكثير من الذين يتباهون بحضاره الاجداد وانجازاتهم ولكن فى الواقع نجدهم هم لم يحققوا اى انجاز يذكر او واقع ملموس .
ولكن حتى لا نظلم الماضى يجب ان نعترف ان له اهميه كبيره فى حياتنا فالماضى قد يكون يوماً ما بمثابه الحافز لنا والدافع لتحقيق انجازات وانتصارات جديده ، فالإنسان عندما يمر بمرحله من فقد الثقه بالنفس او انعدام التوازن فأنه يجب عليه ان يرجع الى الماضى وينظر الى انجازاته القديمه وانتصاراته حتى تكون دافعاً قوياً له من اجل الاستمرار واعاده الثقه الى نفسه .
واهميه الماضى تكمن ايضاً فى ان كل ما حدث فيه من اشياء سلبيه او احباطات انما هى تجارب ويجب على الانسان ان يتعلم منها حتى لا يكررها مره اخرى فى المستقبل .
اما الخطوره هنا فتكمن فى ان هناك بعض الاشخاص الذين يعيشون على امجاد وانتصارات الماضى فقط دون ان يتقدموا ولو خطوه واحده فى الحاضر بل يظلوا فى اماكنهم واقفين يعيشون على ذكرى ولت ولن تعود .
وهناك نوع اخر من الاشخاص يدمر حاضره بحزنه على الماضى وعلى تجاربه المؤلمه ويظل يبكى وينعى حظه العثر ويحمل نفسه فوق طاقتها بالرغم من انقضاء هذه التجارب ، وقديماً سمعت حكمه تقول :
( لا مستقبل لمن يضيع الحاضر حزناً على الماضى )
وبالرغم من اننا كثيراً ما نحتاج من وقت لأخر لركوب عجلة الزمن والرجوع للوراء لنتذكر الذكريات بأنواعها ، إلا إننايجب الا نضع تفكيرنا كله فى حيز الماضى بل يجب ان نجعل منه دافعا ًوحافزاً لنا لتحقيق النجاح ويجب ان نستفيد من كل التجارب السابقه سواءاً كانت ايجابيه او سلبيه ونجعل من النجاحات السابقه دافعاً لنجاحات اخرى ، واذا ذهبنا الي الماضي فلنعود منه سريعاً حتى لا نجد انفسنا ايضاً اصبحنا من هذا الماضي وحتى لا نصبح من الذين ينسون يومهم وحاضرهم ويدمرون مستقبلهم وهم يعيشون فى الامس فقط .....
امس الذى لن يعود .