[color=green][center]رمضان في الضفة.. حواجز واقتحامات واعتقالات وأسعار خيالية ومساجد تبكي حالها! (تقرير)[/center][/color]
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام
حال الضفة الغربية مع أوائل أيام شهر رمضان لا يشبهها حال أخرى، لا في قطاع غزة ولا في أي بقعة من بقاع الأرض قاطبةً؛ حيث ضيق العيش، وأسعار لا تطاق، برغم ما يُشاع عن أنها في بحبوبة من قبل أطراف قبلت المذلة، وحيث الحطُّ من كرامة الإنسان الفلسطيني على حواجز الاحتلال، والتي بلغت أكثر من 600 حاجز، بحسب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، وحيث الاعتقالات اليومية على الحواجز أو من خلال الاقتحامات، وحيث المصادرات اليومية للأراضي واستفزازات "المستوطنين".
سنغافورة الراتب
الطالب في قسم الاقتصاد محمد الخالد في جامعة بيرزيت من رام الله يقول إن وعود سلام فياض بتحويل الضفة الغربية إلى نموذج اقتصادي ناجحٌ؛ بحسب ما بشر به نتياهو من سلام اقتصادي، وتحويلها الى سنغافورة، كما كان يقال مع بدايات أوسلو، هو كلام فقط للاستهلاك الإعلامي؛ لأن المشاريع والاستفادة منها تذهب فقط للطبقة المتنفذة، ولا يقدر أي شخص عادي أو مواطن أن يزاحمهم في ذلك؛ لأنه لا أحد يقدر على أخذ التسهيلات من الاحتلال والتصريحات اللازمة وإن حصل عليها تكون فائدتها لعلية القوم.
وبين أن الراتب هو كل ما يحصل عليه الفرد العادي، وأن الراتب يتراوح ما بين 1500 و2000 شيكل بشكل عام، وهو ما يعني توفير المتطلبات الأساسية فقط للمواطن، وإن كان متزوجًا فلا بد له من الدين والاستدانة؛ حتى يستطيع الإيفاء بمتطلبات الحياة من زوجة وأطفال، وهذا يعني أن الضفة باتت تحت رحمة الراتب وبعض العمال الذي يمنحهم المحتل تصاريح عمل للعمل في الأراضي المحتلة عام 48، وكل هذا يقود للقول بأن الضفة أفقر وأحوج من قطاع غزة؛ حيث هناك الكرامة والعزة، وربك لا ينسى أحدًا، عدا عن إغلاق الجمعيات للسنة الثانية في الضفة التي كانت تدخل البسمة على الفقراء.
مساجد تبكي حالها
المواطن عمر صالح من جنين يقول إنه في كل رمضان كان يستمتع بصلاة التراويح وخاصةً دروس العلم الخفيفة من قِبَل رجال الدين والدعوة، الذي يُشهد لهم بالصلاح، بل إنه حتى كان يقوم بتوزيع الصدقات معهم للفقراء والمحتاجين، ولكن الآن الحال اختلف، فعلماء الدين غالبيتهم ممنوعون من الخطابة أو إعطاء الدروس، ومنهم من سجن لدى الاحتلال والسلطة الوطنية، أما الاقتراب من توزيع الصدقات فهي تهمةٌ جاهزةٌ بغسيل الأموال ومصادرتها من قِبَل الميليشيا، والفقراء والمحتاجون لهم الله.
ويشير صالح إلى أن انتشار "المناديب" (جواسيس الأجهزة) بات أكثر من المعقول؛ فهم في كل زاوية في المساجد، ويرصدون كل حركة وكلام ينتقد الوضع، بل إنهم أحيانًا يوجِّهون الكلام بطريقة غير مباشرة بملاحقة ومعاقبة من هو غير راضٍ عن الوضع، وبسبب هذا الوضع المزري تبكي المساجد حالها لفقدانها روَّادها من الصالحين وخيرة المجتمع؛ حيث إن عددًا لا بأس به باتوا يصلون في بيوتهم ولا يريدون الصلاة خلف أئمة السوء والنفاق.
أسعار خيالية
الدكتور فايز أبو شمالة استعرض فروق الأسعار ما بين الضفة وغزة، وكانت النتيجة مذهلةً من حيث تصوير غزة بأنها لا تطاق، وهو ما يخالف الحقيقة، فالضفة تعاني من أسعار لا تطاق؛ حيث كانت الفروق كبيرةً، ومثال ذلك بلغ قيمة كيلو اللحم في رام الله ثمانين شيكلاً، بينما قيمة كيلو اللحم في غزة بلغ أربعين شيكلاً فقط، وبلغ قيمة لتر السولار في رام الله خمسة شواكل، بينما هو في غزة بسعر شيكل ونصف فقط، وبلغت قيمة لتر البنزين في رام الله ستة شواكل، فإذا به في غزة بسعر شيكلين فقط، وبلغت قيمة جوال الطحين في رام الله أكثر من مئة شيكل، فإذا به في غزة لا يتعدَّى سبعين شيكلاً، وهذا الفارق الكبير في الأسعار ينسحب على معظم المأكولات، والمشروبات، حتى على السجائر التي بلغت دولارًا واحدًا قيمة أفضل علبة سجائر.
اعتقالات واقتحامات
لا يكاد يمر يوم في الضفة الغربية في شعر رمضان او في غيره الا وتجري فيه استفزازت من قبل المستوطنين ومصادرات للاراضي واعتقالات واقتحامات والمصيبة والفاجعة ان الاعتقالات تجري بشكل مزدوج من قبل الاحتلال والاجهزة الامنية الفلسطينية ، فبات المواطن العادي المسكين لا يعرف من اين يتلقى الضربات.
المواطن محمود سالم من مدينة نابلس يقول إنه اعتُقل عدة مرات على يد الاحتلال، ومرتين على يد ميليشيا عباس، وأنه يخشى اعتقالات الميليشيا؛ لأنها لا تعترف بحقوق الإنسان ولا يحزنون، ولأن تعذيبهم قتل حتى الآن خمسة من المقرَّبين من حركة "حماس"؛ فهو يخشاهم ويحذر منهم؛ لأنهم يستهدفون كل شريف وغيور، وبلا قانون، والاحتلال أرحم منهم في محطات كثيرة خاصةً في طرق التعذيب الشنيعة.
ويوثِّق "المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان" بشكل يومي اقتحامات الاحتلال لمدن وقرى الضفة، وبات يخشى سكوت المجتمع الدولي عنها، والذي بات حقيقةً واقعةً؛ بحيث لا يحرِّك ساكنًا مع تكراراه بشكل يومي.
وهكذا تعاني الضفة الغربية وتتألم لوحدها دون صراخ، ودون أن يسمع أحد أو يحسَّ بألمها، ويتمنَّى الكثيرون من أبنائها لو أنهم موجودون في قطاع غزة؛ حيث الصمود وما يرفع الرأس عاليًا، برغم الحصار والقتل من قبل الاحتلال، فهناك في غزة الشرف والكرامة والدفاع عن الامة وكرامتها، كما قال إسماعيل هنية، وهنا الذلة والمهانة والحط من الكرامة في الضفة مقابل راتب بالكاد يسدُّ رمق الأطفال وجوعهم.
--------------------------------