تواصلت ردود الفعل الفلسطينية المنددة بالهجوم الصهيوني على سفن أسطول الحرية القادمة إلى غزة، والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 16 متضامنًا وإصابة 60 بجروح خطيرة؛ حيث خرجت مسيرات جماهيرية حاشدة في شوارع غزة تنديدًا بالمجزرة، ومطالبةً بإنقاذ المتضامنين ولجم العدوان الصهيوني.
واعتبرت الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة الهجوم الصهيوني على سفن الحرية القادمة إلى غزة "جريمة" بحق الإنسانية وقرصنة بحرية بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ، مؤكدةً أن الاحتلال كشف بهجومه عن وجهه القبيح وعن إرهابه تجاه كل شعوب العالم.
وقال طاهر النونو "الناطق باسم الحكومة": "لقد كتب المتضامنون اليوم احتجاجهم على عنصرية وإرهاب الاحتلال بالدم"، محملاً الاحتلال الصهيوني المسئولية الكاملة عن حياة وسلامة المتضامنين وسلامتهم على الأسطول.
واستنكر النونو الهجوم الصهيوني الذي وقع في عرض البحر، داعيًا الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون للعمل على توفير حماية دولية للمتضامنين الأجانب.
وأضاف: "نعتبر أن المجتمع الدولي اليوم أمام امتحان ومحك حقيقي، عليه أن يختار ما بين إما الانحياز للضحية ولحقوق الإنسان والقانون الدولي والاتفاقيات الدولية، أو الانحياز إلى لغة القوة والعربدة والقرصنة التي يتبعها الاحتلال؛ ما يستدعي محاكمة قادة الاحتلال أمام محاكم جرائم الحرب الدولية".
ودعا منظمو أسطول الحرية إلى مواصلة طريقهم وإلى إرسال المزيد من السفن والمتضامنين حتى ينتهي هذا الحصار، وهذه الرسالة يجب أن تصل لضمير العالم ليصرخوا في مواجهة العدوان والإرهاب والصلف الصهيوني.
وأكد أن الحكومة تجري حاليًّا التواصل مع كل الجهات العربية والدولية، وأنها تعقد في هذه الأوقات اجتماعًا للحكومة ستتخذ خلاله القرارات.
ووصفت حركة المقاومة الإسلامية حماس العدوان الصهيوني على أسطول الحرية بالجريمة الكبيرة التي تعكس طبيعة الاحتلال الصهيوني المجرم.
ودعت حماس- على لسان الناطق باسمها الدكتور سامي أبو زهري في بيان وصل (إخوان أون لاين)- الشعوب العربية والإسلامية وكل الأحرار في العالم إلى الانتفاض في كل بقاع الأرض، وخاصةً أمام السفارات الصهيونية والجهات ذات الصلة؛ للضغط من أجل حماية المتضامنين المسالمين من القتل، وتمكينهم من تحقيق هدفهم للوصول إلى غزة.
من جهته، أدان د. أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني قيام البحرية الصهيونية باعتراض واقتحام أسطول الحرية في عرض البحر في طريقها إلى قطاع غزة، مؤكدًا أن ذلك يعتبر قرصنة خطيرة تخالف منطوق القوانين الدولية والإنسانية.
ودعا بحر- في بيان صحفي- الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وكافة أحرار العالم إلى التدخل العاجل لحماية أسطول الحرية من القرصنة والعدوان الصهيوني، مشددًا على أن الاعتداء على الأسطول البحري من شأنه أن يفجِّر موجات الحقد والكراهية ضد الكيان الصهيوني في كافة أرجاء العالم، وأن يزيد من التضامن والتعاطف مع الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة الذي عانى الويلات في الأعوام الأخيرة بفعل الحصار.
وأكد بحر أن الحصار بات في مراحله الأخيرة، وأن الكيان الصهيوني لن يتمكن من كبح المحاولات الجادة لكسر الحصار التي أخذت طابعًا منظمًا ذا تأييد إقليمي ودولي واسع في الآونة الأخيرة، مشددًا على ضرورة التصدي للكيان الصهيوني، ومنعه من الاسترسال والتمادي في غطرسته واستكباره وإرهابه بحق أسطول الحرية وبحق الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة.
ودعا بحر الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية إلى الخروج الإثنين في فعاليات جماهيرية واسعة؛ لإبداء التضامن مع أسطول الحرية، ورفضًا لسياسات الاحتلال وإجراءاته العنصرية وممارساته الإرهابية، مؤكدًا أن الاحتضان الشعبي والجماهيري لكافة الجهود الرامية إلى كسر الحصار كفيلٌ بإفشال المخططات الصهيونية، وحشر السياسة الصهيونية في زوايا العزلة والحصار إقليميًّا ودوليًّا.
من جهتها، دعت كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية الأمم المتحدة وكل قوى الضغط والاتحاد الأوروبي والدول العربية والإسلامية إلى تحمل مسئولياتها الإنسانية والأخلاقية؛ لتمكين أسطول الحرية السلمي للوصول بأمان إلى قطاع غزة وإنهاء الحصار عن شعبنا الفلسطيني ووضع حد للعقلية الإجرامية الصهيونية.
وأكدت الكتلة- في بيان صحفي الإثنين- أن الجريمة الصهيونية بحق أسطول الحرية تعكس عقلية الإجرام والإرهاب الصهيوني، وتؤكد أن العدو اليوم أصبح في مواجهة العالم، ودعت الكتلة الشعوب العربية والإسلامية وكل أحرار العالم وخاصة الشعوب التي استُهدف أبناؤها عبر أسطول الحرية؛ للتعبير عبر غضب جماهيري حول السفارات الصهيونية والتنديد بهذه الجريمة بحق العالم.
وقالت كتلة التغيير في بيانها: "هذه الجريمة الصهيونية تؤكد أن الحصار أصبح قضية دولية، وآن الأوان أن يُرفع الحصار وفورًا عن شعبنا الفلسطيني، وتؤكد أن العدو الصهيوني أصبح في مواجهة العالم بأسره من خلال استخدامه جزءًا من العقلية الإجرامية والإرهابية التي يستخدمها مع شعبنا في كل يوم عبر أسطول الحرية".
وشددت الكتلة على أن استهداف أسطول الحرية يضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي؛ إما الانحياز لمبادئ العدالة والقانون والدفاع عن شعوب العالم، وإما الانحياز للاحتلال وعقليته الإجرامية والإرهابية.
من جانبها، أدانت لجان المقاومة في فلسطين الجريمة الصهيونية ضد المتضامنين في أسطول الحرية المتوجهة إلى قطاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد عدد من المتضامنين وإصابة المئات بالرصاص الحي والغازات السامة.
وقالت لجان المقاومة- في تصريح صحفي عاجل- إن الاعتداء الصهيوني على أسطول الحرية جريمة أخلاقية وإنسانية تكشف الوجه القبيح للعدو الصهيوني باستهداف المدنيين العزل في عرض البحر.
واستنكر النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار مهاجمة الاحتلال الصهيوني سفن أسطول الحرية وإطلاق النار وقنابل الغاز صوب المشاركين؛ ما أدَّى إلى استشهاد وإصابة العديد منهم، حسب ما أعلنت وسائل الإعلام.
ودعا الخضري إلى تحرك رسمي مسئول على مستوى المجتمع الدولي والدول التي يتبع لها المشاركون في الأسطول وهم 40 دولةً لوقف المجزرة الصهيونية بحق المتضامنين وهم مدنيون وخرجوا من بلادهم بشكل قانوني.
كما دعا إلى تحرك شعبي وجماهيري في الأراضي الفلسطينية مناصرةً وتأييدًا للمتضامنين الذين تحدوا الاحتلال وأصروا الوصول إلى غزة وتعرضوا لهذا الخطر من قِبل الصهاينة التي لا ترضخ للقوانين والأعراف الدولية.
وأشار رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار إلى أن المتضامنين مدنيون، ولا يحملون سوى المساعدات الإغاثية ورسالتهم الإنسانية بضرورة التحرك لإنقاذ سكان غزة المحاصرين، مشددًا على أن الاحتلال يهاجمهم من موقف ضعف وخوف وليس قوة وشجاعة.
وأكد الخضري أن هذا العمل البربري لن يوقف التضامن مع غزة بل سيزيد أحرار العالم تمسكًا بنصرة غزة والتضامن معها وإرسال مزيد من السفن والقوافل التضامنية معها.
وكان المئات من جنود الاحتلال اقتحموا في ساعة مبكرة من فجر اليوم أسطول الحرية وسط إطلاق النار والرصاص وقنابل الغاز باتجاه المتضامنين؛ ما أسفر عن استشهاد أكثر من 16 متضامنًا.
وأظهرت بعض الصور التي التقطتها عدسة الصحفيين المشاركين في الأسطول اعتداء الاحتلال على المتضامنين، باستخدام الغاز والرصاص الحي؛ ما أسفر عن استشهاد ما بين 14 و16 من المتضامنين وإصابة 60 آخرين، حسب مؤسسة الإغاثة التركية "IHH" المنظمة للأسطول.
وقالت مصادر مطلعة إن قبطان السفينة 8000 التابعة للحملة الأوروبية أُصيب بجروح بالغة؛ لكنه يرفض العلاج داخل مستشفيات الكيان الصهيوني.
فيما نقل التليفزيون الصهيوني أن أكثر من 10 أشخاص قُتلوا على الأقل أثناء الهجوم الصهيوني على السفن، وأكدت إذاعة الاحتلال إصابة الشيخ رائد صلاح وهو على متن الأسطول بجروح خطيرة دون توضيح المزيد من التفاصيل.
وقالت الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة إنها أجرت اتصالات عاجلة مع الخارجية اليونانية من أجل التحرك لحماية السفن.
من جهته، استنكر رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية الهجوم الذي تعرَّض له الأسطول البحري، وطالب بتوفير الحماية للمتضامنين الدوليين.
وعقدت الحكومة الفلسطينية في غزة اجتماعًا عاجلاً لتبحث آخر التطورات وما دار داخل أسطول الحرية.
وأعلنت سلطات الاحتلال أن السواحل المقابلة لغزة منطقة عسكرية مغلقة، وتعتزم نقل المتضامنين إلى ميناء أسدود؛ تمهيدًا لطردهم إلى بلادهم باعتبارهم مهاجرين غير شرعيين، واعتقال من يرفض التعريف بنفسه والتوقيع على تعهد بعدم العودة، وقالت إذاعة الاحتلال إن الجنود تمكنوا من السيطرة على 5 سفن، ويتم في هذه الأثناء سحبها لميناء أسدود.
ولخص قائد البحرية الصهيونية إليعازر تشي ماروم ما أنيط بقوة الكوماندوز المعدة لقطع الطريق على السفن في عرض البحر، بقوله "لدينا مهمة علينا تنفيذها، وهي منع الأسطول من الوصول إلى قطاع غزة".
ومن المنتظر أن تبدأ اليوم فعاليات شعبية تضامنًا مع أسطول الحرية في غزة وتركيا وبعض العواصم الأوربية.