إذاً فالنتعرف سوياً على الأسباب التي جاءت بالتتار أو أي عدو آخر لغزو بلاد المسلمين ، بدايةً لقد بعث الصليبيين إلى التتار يُحفزونهم على غزو بلاد المسلمين وعلى إسقاط الخلافة العباسية ومقدمتها مدينة {بغداد}درة العالم الإسلامي في ذلك الوقت وقد وعدوهم الصليبيين بمعاونتهم على ذلك ومع أنه لا يوجد توافق بين الصليبيين والتتار بل يعتبروا أعداء إلا أن المصلحة تقتضي ذلك لأن المسلمون هم أول أعدائهم وعلينا نحن أن نعرف الحقيقة الخافية على بعض الناس ؛ وهي أن الحروب على بلاد المسلمين لم تكن لأرض أو لأي شيء آخر بل هي حروب عقيدة فإنهم يريدوا أن ينتهي الدين الإسلامي من على وجه الأرض لشدة حقدهم على الإسلام والمسلمين ، فقد قال الله تعالى : « وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ »… لذلك فإنهم لم يكتفوا بالحروب بل ينشروا الفتن بين المسلمين ؛ وما نراه في عصرنا الحالي من فتن الفضائيات وفتن إفتراق الأمة إلى جماعات وفاستخدموا الحرب المعنوية على المسلمين كأستخدامهم المرأة كأسرع وسيلة للفتنة ولكن بالرغم من كل تلك الفتن إلا أن صفوف الموحدين قوية بالله ومستمرة في طريقها لمحاربة تلك الفتن ولإيصال الدعوة ونصر الإسلام بعون من الله فكيد الله أقوى من كيد الشيطان وأتباعه أقوياء بالله حتى ينصرهم ويتحدوا تحت راية الإسلام.
ونعود مرة أخرى إلى قصتنا الأساسية فعندما فكر بالفعل {جنكيز خان}في اجتياح العالم؛ بدأ يفكر أولاً في الإستيلاء على بعض المناطق القريبة من الخلافة العباسية في العراق حتى يستطيع أن يضع قواعد إمداد ثابتة للجيش التتري تكون متوسطة بين الصين والعراق ... فقد استولى بالفعل على مناطق عديدة منها {أفغانستان}، وقد كانت وسائل الإعلام في تلك الفترة هي من الشعراء والأدباء ؛ فكانوا ينشروا ما يصل إليهم من أتباع التتار خيولهم تحفر الأرض وتأكل عروق النبات وأن التتار يأكلون لحوم بني آدم وأراد أن يوصلوا تلك الأشياء للمسلمين لتضعيف الروح المعنوية عند المسلمين وبمثابة حرب نفسية تمهيداً للحرب الحقيقية وأرسلوا أيضاً الرسائل ألتهديديه لكل أمراء المسلمين ,, ولكن الواقع أن هذه الرسائل هي مجرد أكاذيب ولكن تأثر بها بعض الأمراء الذين هم ضعاف الإيمان فأُحبطوا نفسياً ولكن المصيبة الأكبر ليست في ضعف أمراء المسلمين فقط بل الأدهى أنهم من خوفهم تحالف هؤلاء الأمراء مع التتار ضد إخوانهم المسلمين على أمل أنهم ينجوا من بطش التتار ولكن غفلوا على أن التتار ليس لهم عهد ولا حليف فسرعان ما إنقلبوا عليهم بعد أن إستفادوا منهم وهذا الضعف والخوف من هؤلاء الأمراء من ضمن أسباب قوة التتار لأن أعداء الله من أضعف ما يكون وأجبن ما يكون وخوفهم يُكمن في توحد المسلمين.
ويحكى رجلاً من المسلمين آنذاك فيقول " كنت أنا ومعي سبعة عشرة رجلاً فجاءنا فارس واحد تتري وأمرنا أن نقيد بعضنا بعضاً فبدأ أصحابي بتنفيذ أوامره فقلت لهم هذا شخص واحد لما لا نقتله ونهرب .. فقالوا : نخاف .. فقال : نحن أكثر وإذا لم نقتله سيقتلنا ؛ فلم يفعلوا شيئاً فأخذ ذلك الرجل سكيناً فقتله بكل سهولة فنجا الجميع .. إذاً فالعدو أضعف ما يكون فقد نرى الآن كيف يقف الجندي اليهودي الذي معه سلاح أمام الطفل الفلسطيني الذي يمسك بحجر بيده .
إذاً فبعد المسلمين عن الدين أضعفهم وبضعفهم اعطوا القوة لأعدائهم فنسى المسلمون أنهم أقوياء بالله .. فقد قال الله تعالى : « إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ».. وقال تعالى: «وما رميت إذا رميت ولكن الله رمى» الأنفال، وقال سبحانه : «إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون»النساء، ..فالمؤمن يفضل الشهادة في سبيل الله على حياة الذل والهزيمة فيشق بسيفه طريقاً إلى جنات الخلد..