بسم الله الرحمن الرحيم
البيان التأسيسي
(ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) النحل 125.
لقد أسس الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله للاعتدال والوسطية مدرسة، وخط للتغيير المنشود منهجا، وعرف الجميع دوره في التمكين لقيم الإسلام وحماية الوطن والحرص على الأمة، حتى أصبح لمن بعده مرجعية أسست للناس سُنّة حسنة له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم الدين.وأمام حالات التنكر لهذه المدرسة ومحاولات الانحراف عن هذا الخط واحتياج الوطن إلى استمرارية منهج الوسطية والاعتدال واقتضاء واجب الدعوة النهوض بأعبائها خالصة نقية واستفراغ الجهد في لملمة الشمل وحماية الرصيد العملي واستيعاب العاملين بصدق، فقد تداعى ثلة من رفقاء الشيخ محفوظ نحناح وإخوانه وتلاميذه الثابتين على الدرب الذين لم يبدلوا تبديلا، يمثلون قيادات ودعاة ونوابا ومنتخبين من مختلف الولايات والجالية الجزائرية في الخارج، إلى اجتماع تأسيسي بعدما هالهم الوضع المتردي الذي وصل إليه حزب حركة مجتمع السلم، وبعد مناقشة الأزمة بكل خلفياتها وأبعادها وتداعياتها، وبعد التقييم الدقيق للأوضاع توصل المجتمعون إلى الحقائق التالية:
1- الانحراف البيّن عن النهج الذي رسمه الشيخ محفوظ نحناح والدخول في مغامرات غير مدروسة أضرت بالحركة ومست بسمعة الدولة.
2- التغيّر الواضح في هوية الحركة الفكرية والتنظيمية مما أشعر أبناءها الخلص بالغربة والوحشة فيها.
3- التزوير الفاضح في القانون الأساسي للحركة والتراجع عن قرارات المؤتمر الرابع.
4- الابتعاد عن المجتمع وقضاياه والتخلي عن نصرة فئاته الضعيفة والمحرومة.
5- إصرار قيادة الحركة على تطبيق سياسة التهميش التعسفي والإقصاء الجماعي والعقوبة الظالمة، والإقدام على حل كل الهياكل التي لا تساير هواها، دون احتكام للوائح والمؤسسات.
6- التدخل السافر في شؤون المؤسسات الجمعوية وتعريضها للصراع والانكسار.
7- إدخال الفتنة في صفوف أبناء الحركة والتحريض فيما بينهم وغرس قيم وسلوكات دنيوية، ترفضها تعاليم ديننا وأعراف حركتنا وأذواق مجتمعنا.
8- تشوه صورة الحركة واهتزاز سمعتها وهشاشة خطابها وتعطيل طاقاتها وطغيان الأنانية والمصلحية. وغياب القدوة في القيادة واضمحلال القيم الأخلاقية والتراجع في السمت التربوي.
9- التوتر والتراجع في علاقات الحركة محليا ودوليا مع تضييع الرصيد الذي خلفه الشيخ نحناح من علاقات خدمت الأمة وخدمت الجزائر في ظل سنوات الأزمة.
10- اليأس من نجاح الإصلاح والتغيير من داخل مؤسسات الحركة التي أفرغت من صلاحياتها وميعت فيها الشورى واستلب فيها القرار، خاصة بعد فشل كل محاولات الإصلاح والتوفيق وبعد مرور وقت طويل.وبناء على هذه الحقائق وأمام اتساع دائرة الصراع داخل حزب حركة مجتمع السلم وضيق قنوات الإصلاح وانسداد منافذ التغيير وسدّا للفراغ القائم في المجتمع وأداء للواجب الدعوي المتكامل، قرر المجتمعون تأسيس حركة سميت على بركة الله: "حركة الدعوة والتغيير"، لتواصل مسيرة التغيير التي بدأها الشيخ محفوظ نحناح والشيخ الشهيد محمد بوسليماني رحمهما الله والشيخ مصطفى بلمهدي ومن كان معهما من القيادات، ولتستوعب الجميع دون إقصاء وتحفظ مصالح البلاد وتدافع عن الحريات وتشارك المجتمع قضاياه وتصنع معه الانتصارات، وتولي الاهتمام البالغ للشباب والمرأة والأسرة.وتقوم هذه الحركة على الركائز التالية:
-إسلامية الفكرة
- ربانية الدعوة
– وسطية المنهج
- سلمية التغيير
– واقعية السياسة
– إصلاحية المشاركة
- وفائية الخلق
- اجتماعية النفع
– جماعية القيادة
– شورية القرار
- جزائرية الانتماء
- وحدوية الأمة
– عالمية التحرك
– مركزية فلسطين.
وتعتمد حركة الدعوة والتغيير في هذه المرحلة على الأولويات التالية:
- أولوية البيت الداخلي على المحيط الخارجي.
- أولوية الدولة على الحكومة.
- أولوية المجتمع على السلطة.
- أولوية الدعوي على الحزبي.
- أولوية المؤسسة على المسؤول.
- أولوية الصلاح قبل الإصلاح.
- أولوية العمل على الدعاية.
وإننا ندعو كل أبناء الحركة المتمسكين بالنهج الأصيل الذي أسس له الشيخ محفوظ نحناح، الذين يؤثرون المبادئ على المصالح والذين تحكمهم القناعات لا المواقع، وهم السواد الأعظم من أبناء الحركة، إلى الاتصال بإخوانهم وضم جهودهم إلى جهود حركة الدعوة والتغيير الراية الجديدة للعمل الأصيل، والفضاء الرحب للعاملين في سبيل الله الحريصين على مصلحة البلاد والداعمين للثوابت الوطنية، والحركة مفتوحة أمام كل أبناء الشعب الجزائري للتعاون في كل ما يجمع وينفع.وتضرب الحركة الموعد للشعب الجزائري في ميادين الدعوة والتربية وأعمال الخير والنفع وجبهات النصرة ورفع الظلم وتعده بتحقيق التغيير المنشود على أسس المرحلية والواقعية والمصداقية.وتذكروا دائما يا أبناء الحركة ومحبيها قول الله تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) الرعد11.
الجزائر في: 15 ربيع الثاني 1430هـ الموافق 10 أفريل 2009م.