أسامة عبد الإله المشرف العام
عدد المساهمات : 232 معدل المساهمات : 56271 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 العمر : 29 الموقع : http://HDTOUSSAMA.BLOGSPOT.COM
| موضوع: مقتبس: ومازال يعلمني حتى في معتقله 08.08.09 14:23 | |
| لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته احببته فى الله كثيرا فصرنا نفسا واحده ...تعلمت منه الكثير والكثير فى دعوة الله.....ثم طالته ايديهم....انتظرت طويلا ليردوا الى أخى ...بل روحى ونفسى وأخيرا وصلتنى منه رسالة ما زال فيها يعلمنى.... رأيت انها رؤية من هناك ليس لى وحدى.....فلابد ان نتطلع عليها جميعا....... وهذا نصها
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم انك تعلم ان هذه القلوب اجتمعت على محبتك والتقت على طاعتك وتوحدت على دعوتك وتعاهدت على نصرة شريعتك ، فوثق اللهم رابطتها وأدم ودها وأهدها سبلها واملأها بنورك الذى لا يخبو واشرح صدورها بفيض الايمان بك وجميل التوكل عليك وأحيها بمعرفتك وأمتها على الشهادة فى سبيلك، انك نعم المولى ونعم النصير. أخى الحبيب: أحمد الله تبارك وتعالى اليك وأثنى عليه بما هو أهله وكيف لا وقد أنعم علينا بنعمة الاسلام اليه والأخوة فيه تبارك وتعالى فلولا هذه الأخوة لما كانت هذه الحياة حياة ولما كانت هذه المحنة منحة بفضله ومنه ورحمته ، نعم فوالله الذى لا اله الا هو لقد رأيت كلام امامنا الشهيد سيد قطب رأى العين حيث ما رأيت هذه الأيام الا منحة منه تبارك وتعالى ينعم بها على الأخ منا فى وقت معين لحكمة يعلمها مع أفراد معينين حتى تحدث أمور لا يعلمها الا هو سبحانه وتعالى لو اجتمع أهل الأرض أن يجمعوا هذه الأفراد فى هذا الوقت وبهذه الكيفية لما استطعنا نحن أنفسنا أن نفعل هذا الشئ . أخى الحبيب: لو ظللت أحمد الله تبارك وتعالى على نعمه علىّ فى هذه المنحة لما استطعت أن أوفيه حقه فى نعمة واحدة رأيتها وعشتها فى هذه الايام الفضيلة. فلقد رأيت كلام امامنا الشهيد حسن البنا لما قال حين يعرف دعوتكم ويسمع الناس بها فحينئذ ستعتقلون وتسجنون فرأينا علامة على صدق توجهنا الى الله وعلامة على صحة الطريق الذى نسلكه فوالله الذى لا اله غيره لقد كنت سعيدا غاية فى السعادة عندما جاء خبر اعتقالنا وذلك ليس فرحا بالابتلاء والامتحان ولا نتمناه وانما كان فرحا لاننا جزء من عباده المؤمنين الذين اصطفاهم من خلقه حتى يشهدوا على هذه الحقبة من الزمان الذى طغى فيه حكامه واستأسدوا على شعبه المسكين الذى طال سكوته وركونه ورضاه بالذل والهوان ، كان فرحا لأننا علمنا أنه بقيت فينا بقيه من خير من الايمان الذى يستأهل أن يختبرنا الله تبارك وتعالى ويبتلينا فنعلم أننا على درب الحبيب صلى الله عليه وسلم وأننا على الطريق السوى الصحيح. رأيت كلام امامنا الشهيد سيد قطب حين كان يشرح قول الله تبارك تعالى "فأووا الى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا" حيث كانت ليلة الترحيل شديدة البرودة، فكم كانت راحتنا وسعادتنا واطمئناننا الى الله تبارك وتعالى حين دخلنا الزنازين وركوننا وايوائنا الى الله تبارك وتعالى وهو الركن الشديد ، فشعرنا بالراحة والاطمئنان وبدأنا فى الصلاة والذكر والتسبيح الذى ما قطعناه أصلا. رأيت الانس بالله تبارك وتعالى حين يغلق السجان باب الزنزانة علينا وعدم اكتراثنا باغلاقه للباب ومدى وحشتنا وضجرنا عندما يفتح علينا ذلك الباب وكم نتمنى ان يرجع ويعود ويغلق هذا الباب الذى لا نعده بابا وانما نعده حبلا ووصالا يصلنا بالله تبارك وتعالى عندما يغلق. رأيت أهمية التعايش بين الاخوان خارج السجن وحبهم لبعضهم البعض ومدى حرصهم على حبهم واخوتهم فيما بينهم حتى يأخذوا من كل هذا زادا ومدادا يمدهم بالايمان والحب فى وقت هذه المنحة الربانية . رأيت مدى صحة كلام الامام الشهيد عندما وضع مرتبة الاخوة والترابط مباشرة بعد مرتبة الايمان بالله تبارك وتعالى حيث انه لولا هذه المرتبة لما استطاع أفراد عاديون ان يعيشوا ظروف هذا السجن المظلم بكل ظروفه ودقائقه وأكله وشربه ونومه الا ان يكون هناك حب بين هؤلاء الافراد ومن هنا تتحول المحنة الى منحة من الله تبارك وتعالى ، وعكس كل الكلام السابق مفهوم اذا انتزعت هذه الرحمة والمنحة من قلوب الأفراد فتتحول حياتهم الى جحيم السجون الذى يراه الناس غيرنا وقد رأيناه هناك عند المساجين الجنائيين عافانا الله تبارك وتعالى من هذه الابتلاءات التى يراه هؤلاء الناس. رأيت – وقد رأيت من قبل- صحة هذا الطريق الذى سلكه امامنا الشهيد خلف رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم بسماته الثلاثة: التربية-التدرج-السلمية، وأحب ان اعلق على الثانية منها، حيث انه ان نكن قد تدرجنا فى سلوكنا هذا الطريق الطيب المبارك لما استطعنا ان نصبر ونطيق الصبر على المكث فى هذه الاوقات بهذه الكيفية التى لم يتعودها كثير من الاخوان ناهيك عن الناس العاديين الذين لا يعرفون ولا يسمعون اصلا عن هذه المعانى الربانية التى علمنا اياها اخواننا بالتدريج . أخى الحبيب أو انا الحبيب كما احب أن أناديك دائما، كما كانت قصة تعارفنا على بعضنا البعض عجيبة وغريبة أيضا فوالله الذى لا اله الا هو انى اشهده انى احبك فى الله تبارك وتعالى حبا اسأله تبارك وتعالى ان يغفر لنا جميعا به وان يجمعنا به مع حبيبنا الذى علمنا الحب صلى الله عليه وسلم اخوانا على سرر متقابلين فى جنات النعيم مع امامنا الشهيد وكل مرشدينا وكل اخواننا الذين سبقونا بالايمان غير مبدلين ولا مفرطين فى بيعتنا التى بايعنا الله تبارك وتعالى ثم العمل لهذا الدين فى سبيل الله تبارك وتعالى و ان يرزقنا صلاة و شهادة فى المسجد الأقصى الشريف فاجتهدوا فى العمل والدعوة والحب فى الله والله معكم ولن يتركم اعمالكم ،والله اكبر ولله الحمد. انتهت رسالته الى وانى اشهد الله انى احبه فى الله........كثيرا ...كثيرا منتظرك حتى تعود...فانى تايه حتى تجدنى.. مقتبس : ملتقى الإخوان | |
|