بمشاركة فعاليات وهيئات عربية وإسلامية هامة وتحت شعار "نحو نصرة دائمة لفلسطين"،
انعقد المؤتمر الشعبي العالمي لنصرة فلسطين بالعاصمة التركية اسطنبول يومي 22، 23 ماي 2009م.
إن الوضع الذي تعرفه القضية الفلسطينية في المرحلة الراهنة وما تواجهه من تحديات دفع مجموعة من الفعاليات والشخصيات والهيئات الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني وعلى رأسها:
- الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
- المؤتمر القومي الإسلامي.
- مؤتمر الأحزاب العربية.
- المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين.
- اللجنة الدولية لنصرة فلسطين وكسر الحصار عن غزة.
- مؤسسة القدس الدولية.
دفعهم لعقد مؤتمر شعبي عالمي تحشد فيه الجهود للتنسيق والتعاون لتكوين شراكات فاعلة ومشروعات دائمة لنصرة قضية فلسطين والوقوف في وجه العدوان وتهويد المقدسات ودعم جهود الشعب الفلسطيني.
وقد ترأس المؤتمر الرئيس السوداني الأسبق المشير عبد الرحمن سوار الذهب وأشرف عليه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي، كما ترأس اللجنة التحضيرية للمؤتمر نائب رئيس المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين الدكتور ناصر الصانع.
وعرف المؤتمر مشاركة قرابة خمسمائة شخصية تمثل عدد كبير من المؤسسات والجمعيات والشخصيات البارزة منهم القائد الفلسطيني رائد صلاح، رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، وزير الشؤون الدينية والأوقاف السوداني الأسبق عصام البشير، وبعض قيادات الحركة وبرلمانيين وهم الأساتذة: طاهر زيشي، عبد القادر بن قرينة، عبد الحميد بن سالم وسليمان شنين.
برنامج المؤتمر اشتمل على جلسة افتتاح وثلاث ندوات فكرية تحدثت فيها شخصيات وفعاليات بارزة على المستوى العربي والإسلامي والمسيحي والعالمي، إضافة إلى جلسة اختتام، كما تضمنت الأشغال تنظيم عشر ورشات عمل تناولت مختلف جوانب القضية الفلسطينية وأبعادها بما ينسجم مع الواجب والمسؤولية العقدية والحضارية والإنسانية نحو فلسطين وشعبها.
وقد صدرت عن المؤتمر ثلاث وثائق متخصصة:
- "الوثيقة الإسلامية لفلسطين" والتي أبرزت أن فلسطين هي قضية المسلمين الأولى المرتبطة بمقدساتهم وأن الجهاد والمقاومة لتحريرها واجب شرعي، مع توضيح طبيعة الكيان الصهيوني وخطورة مخططاته، وتحريم التعاون مع العدو المحتل.
- "الوثيقة المسيحية لفلسطين" وتضمنت نداء لمسيحيي العالم بضرورة نصرة فلسطين والوقوف في وجه الاعتداءات التي شملت المسيحيين والمسلمين ومقدساتهم.
- الوثيقة الثالثة عنوانها "الإعلان الإنساني العالمي لنصرة فلسطين" وقد أبرزت عدالة القضية الفلسطينية وجدارتها بالنصرة من كل شعوب الأرض، انطلاقا من المشترك الإنساني والحضاري والأخلاقي.
وفي الختام خلص المؤتمر إلى عدة مقررات أهمها:
- يؤكد المؤتمر على أن القدس عاصمة فلسطين بهويتها التاريخية الحضارية العربية الفلسطينية عبر آلاف السنين ومقدساتها الإسلامية والمسيحية ويدعو المؤتمر لحمايتها من ممارسات التهويد ومخاطر الحفريات التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك ويرفض تدويلها بأي شكل من الأشكال.
- مواصلة السعي بكل الوسائل القانونية والبرلمانية لدى الهيئات الحقوقية والمنظمات الدولية بجمع الأدلة والوثائق من أجل محاكمة مجرمي الكيان الصهيوني لدى المؤسسات والمحاكم المختصة ومطالبتهم بالتعويض عن الخسائر.
- يدعوا المؤتمر إلى دعم جهود الهيئات العاملة في مجال جمع الأموال لشراء البيوت والأراضي في مدينة القدس وما حولها بأسماء الفلسطينيين المقيمين في القدس وأكنافها.
- التأكيد على وجوب دعم المقاومة الفلسطينية بكافة أشكالها، وتوظيف الإمكانات والقدرات لتعزيز صمودها، إذ هي عنوان شرف الأمة وعزتها، وأن أي محاولة لإضعافها هو كسر لإرادة الأمة وارتهان لعدوها، ويدعوا المؤتمر إلى التصدي لمحاولات تكبيل المقاومة ومنع الإمدادات عنها، وتجريم التعاون معها.
- يحذر المؤتمر من أن "يهودية الدولة " تعبير عن النموذج العنصري لدولة الاحتلال في فلسطين وهو مسعى لتهجير من تبقى من الفلسطينيين في أرضهم المحتلة عام 1948، ومحاولة لقطع طريق إنفاذ حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وديارهم وأن المؤتمر يحذر من التواطؤ مع هذا النهج، ويدين كافة المحاولات الجارية في هذا الشأن، مطالبا الأطراف الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية كافة بالعمل الفاعل على إنفاذ حق العودة الفلسطيني والتمكين له.
- يذكر المؤتمر المسلمين كافة في مناطق الاقتتال في أرض الإسلام بحرمة دم المسلم والحذر من تشريده وتجويعه ويدعوهم إلى وقف الاقتتال الدموي وإنهاء الصراعات والافتراق واللجوء إلى الحوار والاحتكام إلى صوت العقل والحكمة والحذر ممن يسعى إلى إذكاء الصراع والنزاع، وجمع الكلمة المأمورين به شرعا.