- إلى المربّي والمعلّـم الأوّل الحبيب المصطفـى -صلى الله عليه وسلـم-
- إلى كل من الوالـد وأخي رابح رحمهما الله وأسكنهما فسيح جنانه.
- إلى الوالدة الكريمة "الحاجة" أطال الله في عمرهـا، وإلى كل أفـراد الأسـرة.
- إلى أم أسماء وخولة ورضا –رحمهـا الله- وإلى أم أسامة وأنور أطال الله في
عمرهــا.
- إلــى كل أبنائـــي وبناتـــي: أسماء، خولة، رضا، أسامة، أنور.
- إلـى مشايخنـا وأساتذتنـا وكـلّ إخواننـا وكلّ مـن لـه فضـل علينـا.
- إلى رجال التربية والتعليم زملائي رفقاء الدرب من مفتشين ومديرين وأساتذة
ومعلمين ومعلمات، وإلى كلّ مربّ ومربية متقاعد أو في إطار الخدمة.
- إلى البراعم الناشئة أطفال الأقسام التحضيرية الذين طالما أحببتهم واستمتعت بمرافقتهم
ومجالستهـم كثيـــرا.
أُهـدي هذا العمل التربوي الثقافي المتواضع، أسأل الله عزّ وجلّ أن يكون خالصـا لوجهـه الكريم، وأن يدّخره لنا في ميزان حسناتنا يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
-عماري جمال الدين سدراته-
السيـد:حميـدان افريخ.
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
_ بحث الأستـاذ جمـال عمـاري _
قبل أن أُقدّم البحث أقف أوّلا مع الباحث، فأقدّر في أخي وزميلي الأستاذ جمال عماري مطالعاته الدؤوبة في كتب المفكرين والمربين والمربيات، ومتابعاته المميزة الفاحصة لما يُعرض في القنوات. وهذا نموذج نادر للقارئين والمشاهدين. وأقل من ذلك من يجمع شتات المواضيع ويقف على الدّاء والدّواء من هذا الزخم الهائل ممّا يُعرض على الناس، وينجو من الالتباس، ثم يسمو إلى حسن الاقتباس.
وأحسب أنَّ أخي الباحث قد أفاد من هذا الموروث الثقافي الثَّر، فحاول أن ينفي ما فيه من الضرر والكدر، وأن يفيد قارئي بحثه ومحبّيه بقطوف دانية ممَّا خزّنته ذاكرته وجادت به قريحته وأنارت له فراسته، فكانت هذه الباقة من الأفكار والأنوار مرتبة ترتيبا منطقيّا من محاولة اكتشاف الذّات ثم السموّ بها إلى أعلى الدرجات، حسب نواميس صناعة النجاح.
وبالتتبع لهذا العرض أمكنني أن أنوّه بمحطات وقف عندها الكاتب بالتحليل والتدليل وهي:
1- اكتشاف الخلل ومعالجته: وهو يراه مشكلة ثقافية قبل أن يكون معضلة سياسية أو اقتصادية، لأن نخب المجتمع لم تصل بعد إلى تحمّل وجود الرأي الآخر، فإذا عجز علماء وخبراء وكتّاب وإعلاميون أن يؤلّفوا وحدة على مستوى الفكر، فكيف يُرجى من الساسة والقادة أن يجتمعوا على مستوى العمل؟.
2- الغرب فتح عيونه على عيوبه فراح يتخلّص منها وبنى حضارته بفكر مفتوح، بينما عجز العرب والمسلمون على فهم موروثهم الثقافي فاختلفوا فيه وجمدوا عليه ولم يُحسنوا تطويره ووقفوا في وجه المجدّدين العاملين بالحديث (( يبعث الله لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها))
3- إحياء فريضة التفكير وصناعة النجاح، والممر عبر طريق الإيجابية وتجاوز السلبية، والحاجة إلى التربية الرشيدة وبذل الجهد والتلذّذ بمتعة العمل، وإشاعة ثقافة الأمل والرحمة والحب والتسامح ومدّ جسور التعاون ودفن صناعة العداوات والأحقاد والهدم والتكسير.
4- اتّباع نواميس النجاح الحقيقي من تعلم العلم ونبذ الفهم الأعوج والفقه الأعرج، واعتماد التخطيط وحسن التنفيذ والتقييم واقتفاء سُبل الصّالحين والمفلحين، وتجنّب المزلاّت والصبر عند الصدمات، ومعرفة مواطن التنازل أو النزال، والوقوف بعد التعثر، فلكل جواد كبوة.
5- رأسمال الإنسان نفسه وخصائصه العقلية والجسمية فليحاول تنميتها وتجنب ضعفها وذلك بالصلة الدائمة بالخالق العظيم، والاستمداد من وحيه الكريم، وداوم على حساب نفسك ونقد ذاتك ولا تيأس.
6- التغيير من السّيء إلى الحسن ومن الحسن إلى الأحسن بالاختيار الحر، والتّغيير من الداخل (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ))، لأن التقليد والجمود لا يصنعان الحياة.
7- استغلال المهارات من مواهب خاصة، وتنظيم الوقت، فإن الوقت هو الحياة، وتنظيم الأولويات-التخطيط، المرونة، التّحمل، ترك البصمات في الحياة، التواصل مع الآخرين وفهمهم.
وبعد فهذه محطات وقف الكاتب عندها ودلّل لكل عناصرها، وكان في أغلب الأحيان يخاطب العقل ليوقظه، ويلامس النفس ليشعرها بوجودها.
ولم يقف عند الأدلة بما جاء في القرآن الكريم أو في سنة النبي الأمين، بل أورد مقال كل ذي برهان ولو كان من غير ملة الإسلام والحكمة ضالّة المؤمن فأينما وجدها فهو أحق بها.
وأخيرا أرجو أن يكون هذا البحث في ميزان حسنات صاحبه وأن ينفع به من اطّلع عليه، وأن يُكثر الله من أمثال أخينا الأستاذ جمال في وقت قلّ فيه المجتهد، ونضب فيه مداد العلماء في بلادنا، وقـلّ النصيـر والظهير في هذه المجـالات حتى عمّت الجهالات وطفت الخزعبلات، فالله نسأل أن تعمّ الأنوار حتى تنكشف الظلمات، وبالله التوفيق، وصلى الله على سيدنا محمد السراج المنير، البشير النذير. ولله الحمد في الأولى والآخرة.
الشيخ حميدان فريّخ إمام المسجد
العتيـق سـدراتـه
حرر في:15/03/2008